أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في كلمته أمام القمة العربية الـ 34 المنعقدة في بغداد، أن سوريا ترفض أي شكل من أشكال الوصاية أو أن تكون ساحة للصراعات الخارجية، وتسعى إلى علاقات متوازنة مبنية على الاحترام المتبادل. ونقل الشيباني تحيات الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الذي لم يتمكن من حضور القمة، إلى جانب غياب قادة عرب آخرين.
وأشار الشيباني إلى ترحيب سوريا بقرار الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، برفع العقوبات المفروضة على البلاد، معتبرًا ذلك خطوة مهمة نحو التعافي الوطني وإعادة الإعمار، ونتيجة لجهود دبلوماسية عربية صادقة. وأكد أن رفع العقوبات يمثل بداية طريق نحو التعاون الحقيقي وتكامل الجهود العربية لتحقيق التنمية.
في سياق متصل، أعلن ترامب في وقت سابق عن قراره رفع العقوبات، معربًا عن أمله في أن تنجح الحكومة السورية الجديدة في تحقيق الاستقرار وإنهاء الأزمات، وأن تمثل هذه المبادرة خطوة أولى نحو تطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق.
الشيباني أوضح أن سوريا دفعت ثمنًا باهظًا نتيجة سياسات النظام السابق ومقاومة مشاريع التفتيت، لكنها تعود اليوم إلى محيطها العربي، ساعية لبناء مستقبل جديد شامل للجميع. وأعلن عن خطوات جادة نحو التعافي الوطني، انطلاقًا من إيمان بأن سوريا هي ملك لجميع السوريين.
كما أشار إلى تجربة الحوار الوطني الجامع التي شهدتها سوريا، والتي تهدف إلى استيعاب التنوع وضمان التمثيل وصون الكرامة. وقد أسفر مؤتمر الحوار الوطني عن 18 بندًا، أبرزها الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها ورفض أي شكل من أشكال التجزئة.
وفي كلمته أمام القمة العربية، أعلن الشيباني عن قرب إطلاق العمل من أجل برلمان وطني يمثل كل أطياف الشعب السوري، ودستور دائم يكرس الحقوق ويصون السيادة ويؤسس لدولة القانون.
وأكد الشيباني أن سوريا تواجه تحديات كبيرة نتيجة التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية، وتسعى أطراف معينة إلى استغلال الوضع لخدمة مصالحها الخاصة. وشدد على التمسك بسيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض التدخل الخارجي.
كما أعرب عن رفضه القاطع لأي مشروع يهدف إلى إضعاف الدولة السورية أو تقسيمها، مؤكدًا على رغبة سوريا في علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل، ومثمنًا كل خطوة عربية ساهمت في كسر العزلة ورفع العقوبات.
وأشار إلى أن سوريا تواجه تحديات تتمثل في بقايا تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتهديدات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في جنوبي سوريا، مؤكدًا التزام سوريا باتفاقية فصل القوات لعام 1974.
من جهتهم، أعرب مسؤولون أمميون وعرب مشاركون في القمة عن دعمهم لسوريا خلال المرحلة الانتقالية، مشيرين إلى ضرورة عملية سياسية تشارك فيها جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي من الجولان المحتل.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، ورئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، عن دعمهم لسوريا في هذه المرحلة.