استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى القطاع المحاصر. بررت واشنطن هذه الخطوة بأن النص "يقوض الجهود الدبلوماسية الجارية لحل النزاع".
هذا أول فيتو تستخدمه واشنطن في مجلس الأمن الدولي منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني.
وقبيل التصويت، قالت المندوبة الأميركية، دوروثي شيا، إن "هذا القرار سيقوض الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار يعكس الواقع على الأرض ويشجع حماس. كما أنه يرسي مساواة زائفة بين إسرائيل وحماس". وأضافت أن "النص غير مقبول بسبب ما ينص عليه، وغير مقبول كذلك بسبب ما لا ينص عليه"، مشددة على حق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها".
هذا أول تصويت للمجلس الذي يضم 15 دولة بشأن الحرب في قطاع غزة منذ تشرين الثاني، عندما عطلت الولايات المتحدة في عهد رئيسها السابق جو بايدن مشروع قرار كان يدعو أيضاً إلى وقف إطلاق النار في العدوان المستمر منذ زهاء 20 شهراً.
حصل مشروع القرار الذي طُرح للتصويت من قبل الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس على 14 صوتاً لصالحه وصوت واحد ضده.
دعا مشروع القرار إلى "وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار" والإفراج غير المشروط عن الأسرى الإسرائيليين. كما سلط الضوء على "الوضع الإنساني الكارثي" في القطاع، ودعا إلى الرفع "الفوري وغير المشروط لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع"، بما في ذلك من قِبَل الأمم المتحدة.
أعرب سفيرا فرنسا وبريطانيا عن "أسفهما" لنتيجة التصويت.
أثارت الخطوة الأميركية ردود فعل ساخطة داخل أروقة مجلس الأمن، حيث انتقد السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد بشدة "الفيتو"، معتبراً إياه "ضوءاً أخضر لإبادة" الفلسطينيين في غزة و"وصمة عار أخلاقية في ضمير" مجلس الأمن الدولي.
بدوره، قال نظيره الجزائري، عمار بن جامع، إن "الصمت لا يدافع عن الموتى، ولا يمسك بأيدي المحتضرين، ولا يواجه تداعيات الظلم".
أما السفير السلوفيني صموئيل زبوغار فقال إنه "في الوقت الذي تُختبر فيه الإنسانية على الهواء مباشرة في غزة، فإن مشروع القرار هذا وُلد من رحم شعورنا المشترك بالمسؤولية. مسؤولية تجاه المدنيين في غزة" وتجاه الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع الفلسطيني و"مسؤولية أمام التاريخ"، مضيفاً "كفى، كفى!".
من جهتهما أعرب سفيرا فرنسا وبريطانيا عن "أسفهما" لنتيجة التصويت، في حين ألقى السفير الصيني فو كونغ باللوم مباشرة على الولايات المتحدة، داعياً إياها إلى "التخلي عن الحسابات السياسية وتبني موقف عادل ومسؤول".