الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 11:01 AM

قراءات جديدة للإسلام في كتب فرنسية تثير نقاشاً حول التفسير التاريخي

قراءات جديدة للإسلام في كتب فرنسية تثير نقاشاً حول التفسير التاريخي

يشير هاشم صالح إلى الاهتمام المتزايد بالتراث العربي الإسلامي في باريس، حيث صدرت مؤخرًا مجموعة من الكتب التي تتناول القرآن الكريم والنبي محمد. من بين هذه الإصدارات، يبرز كتاب الباحثة جاكلين شابي بعنوان "قرآن الأنوار"، الذي يقدم تفسيرًا تاريخيًا وأنثروبولوجيًا وعلميًا حديثًا للقرآن، بعيدًا عن التفسيرات الأصولية التقليدية.

التفسير التاريخي والفلسفي التنويري للكتاب الكريم لا يزال غير معروف في العالم العربي، حيث تهيمن القوى الأصولية على الساحة. التفاسير التقليدية لا تزال الأكثر انتشارًا، على الرغم من قصورها عن إضاءة معاني النص القرآني. المؤلفة ترى أن الكثيرين يكتفون بقراءة سطحية للقرآن، متجاهلين المعاني العميقة التي تتطلب فهمًا للسياق التاريخي الذي ظهر فيه القرآن، أي الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي ومنطقة الحجاز تحديدًا. فهم الثقافات والعقائد السائدة في ذلك العصر يكشف عن سر القرآن.

القراءة المطلوبة هي قراءة تاريخية وفلسفية معمقة، وليست قراءة لاهوتية تقليدية أو أيديولوجية كما هو الحال لدى الأصوليين وجماعات الإسلام السياسي. الباحث التونسي يوسف الصديق يقول: "بحياتنا كلها لم نقرأ القرآن"، ما يعني أن القراءة اللاتاريخية القديمة تختلف عن القراءة العلمية والفلسفية والتاريخية الحديثة.

إيمانويل كانط، فيلسوف الأنوار، يرى أن الانتقال من الطفولة العقلية إلى النضج الفكري يتطلب تطبيق المنهجية التاريخية النقدية، كما فعلت أوروبا عندما انتقلت من الأصولية المسيحية القروسطية إلى المسيحية الحداثية. السؤال المطروح هو: متى سنفهم تراثنا المقدس بشكل صحيح؟

كتاب "النبي محمد في مرآة المؤرخين العالميين الكبار"، الذي ساهم فيه خمسون باحثًا متخصصًا في الدراسات العربية والإسلامية، يؤكد على أهمية النبي محمد كأحد أعظم الشخصيات التي أثرت على تاريخ البشرية. الكتاب يسعى لتسليط الضوء على حقيقة النبي في مواجهة التشويه الذي يمارسه المتطرفون.

فلاسفة الأنوار الكبار رأوا في القرآن الكريم احتفالاً بالعقل والعقلانية. السؤال المطروح هو: من سيترجم هذا الكتاب الموسوعي الضخم؟

الثورة المعرفية الكبرى التي تحصل في باريس وبقية العواصم الأوروبية لا تزال محصورة في نطاق الثقافة الأكاديمية العليا. هذه الكشوفات عن تراث الإسلام الكبير لا تزال مجهولة من قبل اللغات الإسلامية الأساسية. مشروع "القرآن الأوروبي"، الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، يطرح السؤال التالي: كيف ساهم الكتاب المقدس للإسلام في تكوين الفكر الأوروبي؟

قراءة العصور الوسطى كانت عدائية وجاهلة بحقيقة القرآن والإسلام، ولكن الموقف تغير لاحقًا في عصر التنوير.

مشاركة المقال: