السبت, 20 سبتمبر 2025 01:32 AM

قصر مفيد الأمين: تحفة معمارية في حمص القديمة تستغيث لإنقاذها

قصر مفيد الأمين: تحفة معمارية في حمص القديمة تستغيث لإنقاذها

حمص-سانا: يتربع قصر مفيد الأمين، أو "دار مفيد الأمين" كما يعرفه أهل المدينة، في قلب حمص القديمة بالقرب من جامع السراج في حي الورشة، شامخاً كأحد أبرز المعالم التاريخية التي تشهد على عراقة المدينة وتاريخها الغني.

تتميز هذه التحفة المعمارية بتصميم فريد يجمع بين الأصالة الفنية والقيمة التاريخية العظيمة. رجاء البلال، أمينة قصري الزهراوي ومفيد الأمين في دائرة آثار حمص، أوضحت لـ "سانا" أن القصر بُني في العصر المملوكي خلال القرن السابع الهجري على يد أحمد شهاب الدين كجك، أحد قادة المماليك، فوق أنقاض مبنى أقدم، ليصبح مقرًا لإدارة القضاء، ويعتبر ثاني دار للحاكمية بعد قصر الزهراوي.

وأضافت البلال أن القصر خضع لعملية ترميم في عام 2008، وتحول إلى مركز لتوثيق التاريخ. ويرجح المؤرخون، استنادًا إلى دراساتهم، وجود صلة بين القصر والقديس مارليان الحمصي وعائلته الذين سكنوا الموقع في القرن الثالث الميلادي.

من جهتها، أشارت المهندسة المعمارية نزيهة القباني، عضو مجلس أمناء مؤسسة "تراثنا"، في حديث لـ "سانا"، إلى أن القصر يجسد الطراز المملوكي المتميز بعناصره الهندسية كالأقواس والقباب والزخارف الحجرية والرخامية. وأكدت أن البناء يمثل نموذجًا للتداخل الفريد بين الطرز المملوكية والعثمانية والإسلامية.

وشددت القباني على أهمية ترميم القصر بما يحافظ على هويته التاريخية وتأهيله ليصبح مركزًا ثقافيًا يستضيف المعارض والندوات، مما يعزز مكانة حمص كوجهة سياحية متميزة.

بدوره، أكد مازن ماضي، أحد سكان حمص القديمة، أن قصر مفيد الأمين ليس مجرد بناء قديم، بل هو جزء لا يتجزأ من ذاكرة الحي وسكانه وركن أساسي من تاريخ المدينة. وأشار إلى أهمية تحويله إلى وجهة ثقافية وسياحية تعكس التراث الأصيل للمدينة.

وتشتهر مدينة حمص بالعديد من المعالم الأثرية القديمة التي تعكس تاريخها وعراقتها، ومن بينها قصر مفيد الأمين الذي لا يزال شاهدًا على عظمتها رغم الأضرار التي لحقت به خلال سنوات الحرب.

مشاركة المقال: