أثار قرار الولايات المتحدة بتقليص وجودها العسكري في سوريا قلقاً عميقاً لدى حلفائها في المنطقة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية. وأشار التقرير إلى أن الحلفاء يرون أن التهديدات الأمنية، وخاصةً تلك المتعلقة بتنظيم "داعش"، لا تزال قائمة ولم يتم التعامل معها بشكل كافٍ. كما يعارض "الجانب الإسرائيلي" بشدة أي توسع للنفوذ التركي في المنطقة.
وبحسب "نيوزويك"، يأتي هذا التحرك بعد أشهر من التكهنات حول نية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وهو الهدف الذي سعى لتحقيقه خلال ولايته الأولى. وقد أعلن البنتاغون يوم الجمعة الماضي عن بدء تحركات عسكرية أمريكية في سوريا، يُتوقع أن تؤدي إلى إغلاق ثلاث قواعد وخفض عدد الجنود إلى أقل من ألف، وهو ما يقارب العدد الذي كان موجوداً قبل زيادة الرئيس جو بايدن للقوات إلى 2500 جندي في كانون الأول الماضي.
يتوزع الوجود الأمريكي في سوريا بين مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا" و"قسد"، وقاعدة عسكرية في منطقة التنف جنوب شرقي البادية السورية، والتي تخضع لسيطرة فصيل "جيش سوريا الحرة".
وفي تعليق لها من واشنطن، أكدت سينام محمد، ممثلة الجناح السياسي لـ"قسد"، على الأهمية المستمرة للوجود الأمريكي في سوريا، نظراً لاستمرار خطر تنظيم "داعش". وأضافت أن وجود القوات الأمريكية ضروري لمواجهة عودة التنظيم، مشيرةً إلى وجود سجون تضم آلاف المقاتلين ومخيمات تؤوي عائلاتهم، مما يشكل تهديداً مستمراً.
أما "إسرائيل"، فهي أيضاً من أبرز المعارضين للانسحاب الأمريكي من سوريا. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد ذكرت سابقاً أن انسحاب القوات الأمريكية سيقرب تركيا وإسرائيل من "الخط الأحمر"، معربةً عن قلقها من أن يسمح هذا الانسحاب لتركيا بتعزيز نفوذها في سوريا والمنطقة.
وفي 18 نيسان الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أنها بدأت في توحيد تمركز قواتها في سوريا ضمن قيادة القوة المشتركة لعملية "العزم الصلب"، بتوجيه من وزير الدفاع بيت هيغسيث. وأوضحت أن هذه الخطوة، التي جاءت وفق عملية مدروسة، ستؤدي إلى تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر المقبلة.
وأشار المتحدث باسم الوزارة، شون بارنيل، إلى أن عملية الدمج تهدف إلى تقليل عدد الجنود الأمريكيين في سوريا، وتعكس النجاح الكبير الذي حققته الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، وتمكن التحالف الدولي من هزيمة التنظيم وإحراز تقدم ملموس على مدى العقد الماضي. وأكد أن وزارة الدفاع الأمريكية في وضع يسمح لها بتنفيذ ضربات ضد فلول التنظيم.