الثلاثاء, 19 أغسطس 2025 02:51 PM

قمة واشنطن: اختراقات استراتيجية في الأزمة الأوكرانية وموافقة بوتين المحتملة على لقاء زيلينسكي

قمة واشنطن: اختراقات استراتيجية في الأزمة الأوكرانية وموافقة بوتين المحتملة على لقاء زيلينسكي

كتب محمد خير الوادي: من الثابت أن قمة واشنطن، التي جمعت رؤساء أمريكا وأوكرانيا وقادة أوروبيين، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف الناتو، تمثل امتدادًا هامًا لقمة آلاسكا التي عُقدت بين الرئيسين ترامب وبوتين قبل عدة أيام.

فإذا كانت قمة آلاسكا قد ركزت على ضرورة معالجة مخاوف روسيا الأمنية، وفي طليعتها تمدد حلف الناتو نحو الشرق – وهي مسألة اعتبرتها موسكو تهديدًا وجوديًا لأمنها – فإن قمة واشنطن حققت اختراقات استراتيجية في الأزمة الأوكرانية المشتعلة منذ ثلاث سنوات ونصف.

في طليعة هذه الاختراقات يقف تطوران غير مسبوقين: أولهما، إعلان الرئيس ترامب عن موافقة الرئيس بوتين على اللقاء مع زيلينسكي، والثاني هو تأكيد الرئيس ترامب أن أوكرانيا ستكون خارج حلف الناتو. ولم يعترض أحد من المشاركين في قمة واشنطن على تصريح ترامب حول عدم دخول كييف إلى عضوية الناتو.

إن إزالة عقبة الناتو هذه، ستهدئ كثيرًا من المخاوف التي دفعت روسيا إلى البدء بعمليتها العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا. وأعتقد أن ضمان عدم دخول أوكرانيا إلى حلف الناتو قد وفر الظرف المناسب لموافقة بوتين على اللقاء مع زيلينسكي.

وتكمن أهمية هذا اللقاء – إن تم – في أنه سيشكل اختراقًا غير مسبوق لحاجز العداء بين الشخصين، وسيفتح ثغرة في جدار القطيعة السميك بين روسيا وأوكرانيا. وقد جرى حديث حول ضرورة عقد ذلك اللقاء خلال أسبوعين.

مسألة أخرى نوقشت في قمة واشنطن، وهي الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وقد تم تكليف جهات مختصة بوضع ورقة تفصيلية تتضمن تلك الضمانات خلال أسبوع أو عشرة أيام. ويعكس تحديد مدد زمنية لمخرجات اجتماع واشنطن جدية الأطراف كلها في معالجة هذا الصراع، وحرصها على وضع تلك الأزمة على سكة الحل السلمي.

وأعتقد أن العالم كله يتمنى النجاح لتلك الجهود الهادفة إلى إطفاء أخطر بؤرة توتر هددت أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية (أخبار سوريا الوطن1-الوادي للدراسات الأسيوية).

مشاركة المقال: