الثلاثاء, 19 أغسطس 2025 06:17 PM

قمم وزعماء: كيف يعيد ترمب وبوتين تشكيل العالم؟

قمم وزعماء: كيف يعيد ترمب وبوتين تشكيل العالم؟

ميخائيل عوض:

قمة ألاسكا رسّخت مكانة ترمب وبوتين كزعيمين عالميين، يدركان وجهة العالم وكيفية إدارة الصراعات وتجاوز العقبات.

ترمب واجه عراقيل في تحقيق وعده بوقف الحرب الأوكرانية قبل توليه منصبه، ونُصبت له الفخاخ، وصُوِّر على أنه شخصية سياسية غير خبيرة. لكنه تصرف بحكمة رجل الصفقات، فانتزع عقد المعادن الثمينة، وأوقف تسليح أوكرانيا، وألزم أوروبا بقيادة لوبي العولمة. أطلق يد بوتين الذي حقق مكاسب كبيرة، وزاد من إيرادات الخزينة، وورّط الأوروبيين، وتخلى عن الأطلسي، وباعهم أسلحة قديمة. وعندما عجزوا وبدأت الأزمات تظهر، عقد قمته مع بوتين في ألاسكا، في إشارة إلى اهتمامه بالقطب الشمالي.

بوتين أدار الحرب وروسيا وتحالفاته بحزم، ونجح في تحقيق أهداف عديدة، فأعاد هيكلة روسيا وقواتها المسلحة، وكشف عن أسلحتها المتطورة، وطوّر الاقتصاد، وحلّ مشكلات الحصار بالتكنولوجيا. فاجأت روسيا الجميع الذين توقعوا انهيارها.

بعد ثلاث سنوات، أصبحت روسيا أكثر قوة ومبادرة، ووسعت علاقاتها مع دول الجنوب، واستعادت أفريقيا من فرنسا، وفرضت ضم مليون كيلومتر مربع من القطب الشمالي بثرواته الهائلة. استمالت الهند وفيتنام، وعززت العلاقات مع الصين، وتحولت إلى مشروع عالمي مشترك.

الاعتداء على إيران ومحاولات إشعال حرب بين الهند وباكستان عززت مكانة روسيا والصين وإيران، وألزمت ترمب بوقف الحرب فوراً. وكذلك بين تايلاند وكمبوديا، دفع ذلك ترمب للتصدي لمحاولات لوبي العولمة لإشعال الحروب بهدف إغراقه بالأزمات وإسقاطه في الانتخابات النصفية.

توفرت البيئة ليرتكز ترمب على قمة ألاسكا، ويفرض على زيلنسكي وقادة أوروبا وأدوات العولمة الخنوع والذهاب إلى البيت الأبيض، والوقوف في صف واحد أمامه للإشادة بدوره وطلب الدعم منه.

انتهت قمة البيت الأبيض وخرج منها ترمب زعيماً عالمياً قادراً على فرض أوامره على قادة أوروبا وتوريطهم، ثم مدّ لهم حبل النجاة الذي حاكه مع بوتين.

قمة ألاسكا رسّخت مكانة الزعيمين كقائدين فاعلين ومنسجمين.

قمة واشنطن أسقطت القادة الأوروبيين، وأخضعت لوبي العولمة، وأضعفت قدراتهم على الممانعة.

الخطوة الأهم القادمة: حرب غزة ومآلاتها، حيث وعد ترمب قبل تسلمه مهامه بوقفها. لكنه أُفشِل وناور، وغيّر في توازنات البنتاغون والدولة العميقة، وأطلق يد نتنياهو وأسنده ضد إيران، فأنقذ إسرائيل من أن تدمرها إيران. وقد اقترب زمن أن يفرض رؤيته كي لا تنتهي إسرائيل في غزة وتنتحر على أوهام نتنياهو بـ "إسرائيل الكبرى وشرقها الأوسط".

للقمتين تتمة وآثار أوسع.

العالم وتوازناته تتغير، وزمن لوبي العولمة ومغامراته ينحسر.

بعض الآثار والدلائل عما سيكون: التغير الحاد بلهجة توماس براك في بيروت بعد زيارة لاريجاني إلى بغداد وبيروت، وخطاب السقف العالي لأمين عام حزب الله.

ماذا عن هدنة غزة ومستقبلها؟ وهل يقبض ترمب على روح إسرائيل وينتزعها من يد لوبي العولمة؟ أم يتركها لشأنها ولهزيمتها الوجودية؟

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

مشاركة المقال: