الجمعة, 16 مايو 2025 02:34 PM

كشف: لقاءات سرية بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين بوساطة إقليمية في أذربيجان

كشف: لقاءات سرية بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين بوساطة إقليمية في أذربيجان

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اجتماع جمع مسؤولين سوريين وإسرائيليين في أذربيجان الأسبوع الماضي، وذلك ضمن مناقشات أوسع تشمل تركيا وإسرائيل بشأن الوضع في سوريا.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، اللواء عوديد باسيوك، ومسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، التقوا بمسؤولين كبار من الحكومة السورية في العاصمة باكو.

وأوضحت الصحيفة أن هذا اللقاء يأتي في إطار مشاورات أوسع بين إسرائيل وتركيا حول الملف السوري، حيث اجتمع الوفد الإسرائيلي، بمن فيهم رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، مع مسؤولين أتراك رفيعي المستوى قبل لقائهم بالمسؤولين السوريين.

وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن الإمارات العربية المتحدة تتوسط في هذه المحادثات، لافتة إلى تحركات إقليمية أوسع تقودها أبو ظبي.

في المقابل، ذكرت صحيفة “هآرتس” أن الاجتماعات عُقدت بمبادرة ووساطة من دولة قطر، وتركزت على "التعارف الأولي بهدف إنشاء محور لنقل الرسائل ومنع التصعيد في المنطقة".

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن "صعود الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الحكم أثار حالة من عدم اليقين في الأوساط الدولية، بما في ذلك داخل إسرائيل، بسبب غموض طبيعة النظام الجديد".

وأضافت أنه "منذ ذلك الحين، بدأت الحكومات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، بفتح قنوات تواصل ومحاولات للتأثير على إدارة الشرع".

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل "تنظر بإيجابية إلى رفع ترامب للعقوبات عن سوريا، وإن كانت تحافظ على مستوى عال من الحذر، ولا تستبعد إمكانية التأثير على تشكيل الحدود الشمالية والعلاقات المستقبلية بين البلدين".

وذكرت المصادر أن "وجهات نظر إسرائيل الأخيرة بشأن سوريا تتناقض مع موقفها السابق، الذي كان يرفض احتمال التفاعل البناء مع الشرع، والذي تصنفه إسرائيل على أنه إرهابي".

واعتبرت الصحيفة أن إسرائيل "ترى إمكانية خروج سوريا مما يُسمى محور الشر الذي تُشرف عليه إيران، بل وخضوعها للرعاية الأمريكية، كما أنها ترى في هذا التقدم المُحتمل تحولاً إيجابياً في العلاقات الإسرائيلية التركية".

ووفقًا لـ "يديعوت أحرونوت"، تشمل المصالح الإسرائيلية في سوريا حماية المجتمع الدرزي وضمان بقاء منطقة منزوعة السلاح جنوبي دمشق.

وأوضحت مصادر الصحيفة أن صناع القرار في إسرائيل يرون أن "استقرار سوريا يخدم أمن إسرائيل"، ويعتقدون أن تطوير العلاقات مع النظام الجديد في سوريا قد يسمح لاحقًا بانسحاب تل أبيب من مواقع سيطرت عليها بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من أن إسرائيل لم تعارض بشدة رفع العقوبات عن حكومة الشرع، اتبعت نهجًا حذرًا في التعامل مع التحول السياسي في دمشق.

وكان الرئيس أحمد الشرع قد كشف سابقًا عن مفاوضات غير مباشرة جارية مع إسرائيل تهدف إلى التهدئة ووقف الانتهاكات، مشيرًا إلى أن سوريا تتحدث مع كل الدول التي تتواصل مع إسرائيل للضغط عليها.

وسبق أن نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر أن الإمارات أنشأت قناة تواصل غير معلنة بين سوريا وإسرائيل، بالتزامن مع مساعي القيادة السورية الجديدة للحصول على دعم إقليمي لإدارة العلاقة المتوترة مع تل أبيب.

وأفاد مصدر أمني سوري ومسؤول استخبارات إقليمي بأن هذه الاتصالات غير الرسمية تتركز على قضايا الأمن والاستخبارات وبناء الثقة، في ظل انعدام العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.

وأشار المصدر إلى أن الجهود بدأت بعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للإمارات في 13 نيسان الماضي، مؤكدًا أن النقاشات الحالية تقتصر على "المسائل الفنية"، دون استبعاد توسيع نطاق المواضيع لاحقًا.

وقبل أيام، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن إسرائيل تسعى إلى "علاقات جيدة" مع الحكومة الجديدة في دمشق، وذلك عقب إعلان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أن القوات الإسرائيلية استعادت رفات الرقيب أول تسفي فيلدمان من سوريا.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، الأحد 12 من أيار، نقلته صحيفة "Times of Israel" الإسرائيلية، "نرغب في علاقات جيدة مع الحكومة السورية، كما نرغب في الاستقرار، لكن لدينا بطبيعة الحال مخاوف أمنية، وهذا أمر مفهوم".

مشاركة المقال: