الأحد, 16 نوفمبر 2025 09:21 PM

مأساة في مقهى أم حارتين: العنف يطال نسيج المجتمع السوري

مأساة في مقهى أم حارتين: العنف يطال نسيج المجتمع السوري

أفادت الداخلية السورية بأن مسلحين مجهولين أطلقوا النار داخل مقهى في قرية "أم حارتين" بريف "حمص" الغربي، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.

سناك سوري _ متابعات

وأضافت الداخلية أن الجهات المختصة باشرت على الفور بتطويق موقع الحادثة والتحقيق في ملابساتها، بهدف ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وضمان الأمن العام. وأدانت الوزارة ما وصفته بالجريمة النكراء، مؤكدة رفضها لكل أشكال العنف التي تهدد أمن المجتمع واستقراره.

من جهته، ذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، "رامي عبد الرحمن"، أن عدد الضحايا ارتفع إلى 4، مشيراً إلى أن الجهة المنفذة للهجوم لا تزال مجهولة. وأوضح أن المنطقة تشهد خليطاً طائفياً بين المكونات السورية، وهو ما تجلى في هويات الضحايا الذين اختلطت دماؤهم ببعضهم البعض، والذين ينتمون إلى مكونات مختلفة.

مقالات ذات صلة
  • الأحد, 16 نوفمبر 2025, 2:12 م
  • السبت, 15 نوفمبر 2025, 6:25 م

إلا أن "عبد الرحمن" أشار في تصريحه إلى وجود شخصين في المنطقة معروفين بتحريضهما الطائفي وتهديداتهما العلنية لمكونات سورية أخرى، دون أن تتم محاسبتهما.

في سياق متصل، لفت ناشطون إلى وجود دعوات تحريضية سبقت الحادثة، استهدفت المقاهي والمطاعم بدعوى وجود اختلاط بين النساء والرجال، وقد ظهرت هذه الدعوات بشكل صريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن أبرز هذه الدعوات، ما نشره ناشط يطلق على نفسه اسم "خالد التلاوي باب السباع"، حيث زعم وجود أغانٍ ورقص لنساء وشبان في أحد الأماكن بشارع الحضارة في "حمص"، معتبراً أن ذلك سبب تأخر نزول الأمطار.

واعتبر "التلاوي" أن "أهل الثورة" في "حمص" يرفضون ذلك، وأن وجود هذه المحلات يستفزهم، وهو ما فسره البعض بأنه تحريض على المقاهي والمطاعم سبق الحادثة بيوم واحد.

وبعيداً عن ربط المنشور بالحادثة التي وقعت في القرية، فإن الخطابات الدعائية التي تلعب على وتر العواطف الطائفية، مع إضافات مثل "لا تستفزوا أهل الثورة"، تسهم بشكل أو بآخر في تعزيز عوامل العنف والدفع باتجاهه. واللافت أن أصحابها يخرجون بأسمائهم ووجوههم الواضحة دون وجود شكل من أشكال الضبط أو المحاسبة لهذا الخطاب.

والأمثلة لا تتوقف عند "حمص"، فقد تكرر الأمر سابقاً في "دمشق" وريفها، وبالطبع كان التحريض لاعباً رئيسياً في أحداث السويداء، ولم يكن غائباً كذلك عن مجازر الساحل. إلا أن استمرار الدوران في الحلقة ذاتها وإعادة تكرار سيناريوهات التحريض ثم العنف ثم الأسف على الضحايا هو الخطر الأكبر، لأنه لا يوصل إلا لمزيد من الدماء التي اكتفى السوريون من دفعها.

مشاركة المقال: