على الرغم من الجدل الذي أثاره حضور "المؤثرين" و"البلوغرز" وتصدرهم للمشهد في معرض دمشق الدولي، قررت وزارة الإعلام رعاية مؤتمر خاص بـ "صناع المحتوى" في "حلب".
وبحسب سناك سوري _ دمشق، ضمّ المؤتمر أكثر من 380 صانع محتوى عربي وسوري. وأشارت الوزارة إلى أن أهمية الحدث تكمن في استثمار الطاقات الرقمية للترويج للقطاعات الحيوية في سوريا، وتحويل التأثير الرقمي إلى قوة داعمة للتنمية المستدامة في البلاد.
لم تقدم الوزارة تفاصيل حول آلية تحقيق أهدافها من المؤتمر وكيفية تحويل التأثير الرقمي عبر صناع المحتوى إلى قوة تدعم التنمية المستدامة، لكن الوزير "حمزة المصطفى" أعرب عن فخره باستضافة المؤثرين الذين كان لهم دور خلال سنوات الربيع العربي ولم ينسوا سوريا على حد قوله.
ونقلت وكالة سانا الرسمية تصريحات من بعض الحاضرين، حيث قال صانع المحتوى السوداني "سوار الذهب علي" إن الصورة الآن فيها شيء من الفتح الإلهي، مضيفاً أنه زار سوريا في فترة كانت فيها معاناة كبيرة منذ 6 سنوات، صورة النزوح والمعاناة، واليوم يرى الإنسان صورة هذا الفتح العظيم كما وصفه. وأضاف صانع المحتوى الكويتي "عمر يعقوب الثويني" أنه لم يتوقع أن تعود سوريا بعد كل ما مرّت به بهذه القوة، وأن مشاركته اليوم ما هي إلا بداية لمزيد من الفعاليات والمؤتمرات المشتركة مع سوريا في المستقبل.
وانتقد البعض إقامة مثل هذه المؤتمرات في وقتٍ تمرّ به البلاد عموماً و"حلب" خصوصاً بوضع اقتصادي وخدمي متدهور، معتبرين أن هناك أولويات تهمّ يوميات المواطن قبل مؤتمر المؤثرين، خاصة مع ما يظهر من تعتيم الصالة واستخدام الحضور للأوراق من أجل كسب بعض الهواء في ظل غياب وسائل التبريد، ما يظهر حجم التدهور الخدمي.
بالمقابل، رأى المدافعون عن المؤتمر أنه فرصة لجذب الأنظار إلى "سوريا" واستخدام "المؤثرين" مع ما لديهم من ملايين المتابعين من أجل الترويج لـ "سوريا" ما بعد الحرب. في حين انتقد آخرون ظهور أحد المؤثرين وقد احتشد عشرات الشبان والشابات بانتظاره لالتقاط الصور معه، فيما تم تخصيص عشرات عناصر الأمن لحمايته.
من جهة أخرى، تناقل ناشطون بياناً حمل توقيع "إعلاميي حلب" انتقد فيه إعلاميون تجاهلهم عن حضور مؤتمر المؤثرين، معتبرين ذلك استمراراً لنهج التهميش والإقصاء الذي تمارسه وزارة الإعلام بحق الإعلاميين السوريين ولا سيما في "حلب". وحمّل البيان وزارة الإعلام ممثّلة بمكتب إدارة صناع المحتوى كامل المسؤولية عمّا وصفوه بالفشل الذريع الذي حوّل المؤتمر إلى منصة شكلية أفرغت من معناها، معربين عن إدانتهم لما اعتبروه تغييباً مقصوداً.
وختم البيان بالتساؤل عن رأي الجمهور بمؤتمر صناع المحتوى في حلب.