الجمعة, 25 أبريل 2025 09:05 PM

مؤتمر مصيري يلوح في الأفق: الأكراد في سوريا يسعون للوحدة برعاية دولية

مؤتمر مصيري يلوح في الأفق: الأكراد في سوريا يسعون للوحدة برعاية دولية

القامشلي – نورث برس

مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر مصيري، تتجه أنظار الأكراد في سوريا نحو تحقيق حلم الوحدة لتقرير مستقبلهم وعلاقتهم بدمشق. من المقرر أن تنطلق يوم غد السبت، 26 نيسان/ أبريل الجاري، فعاليات "كونفرانس وحدة الموقف الكردي" في سوريا، بعد استكمال التحضيرات وتوجيه الدعوات إلى الأطراف المشاركة والراعية.

مبادرة برعاية دولية

منذ بداية الحراك الشعبي في سوريا، تصاعدت الأصوات الكردية المطالبة بتوحيد الصفوف. وقد أثمرت جهود محلية مدعومة من أطراف كردستانية عن اتفاقيات في أربيل ودهوك، إلا أنها لم تتحقق بسبب الخلافات الداخلية. في أعقاب التوغل التركي في شمال شرق البلاد، بدأت حوارات كردية – كردية برعاية دولية في خريف عام 2019، بمبادرة من القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، لتقريب وجهات النظر بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي والأحزاب المتحالفة معه في الإدارة الذاتية. حظيت المبادرة بدعم مباشر من الولايات المتحدة وفرنسا، وأسفرت الجولة الأولى من الحوار في منتصف عام 2020 عن توقيع وثيقة "رؤية سياسية مشتركة" تنص على وحدة سوريا والاعتراف بالحقوق القومية للأكراد والمطالبة بنظام اتحادي. لاحقًا، تعثرت الحوارات بسبب الخلافات حول ملفات حساسة مثل عودة "بيشمركة روج" والتجنيد الإجباري والتعليم، وتوقفت الوساطة الأميركية بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في أواخر عام 2020، ثم توقف الحوار نهائيًا في عام 2022 بعد تبادل الاتهامات بالفشل. ومع ذلك، ظهرت مبادرات جديدة لإحياء الحوار بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتشكلت لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر كردي عام لبحث رؤية الأكراد في سوريا ومطالبهم من دمشق.

رؤية قومية ووطنية

في أواخر آذار/ مارس الماضي، حصلت نورث برس على بنود مسودة "الكونفرانس الكردي"، التي تتضمن رؤية للمجال الوطني السوري والقومي الكردي. تنص المسودة على أن الجمهورية السورية دولة ديمقراطية متعددة القوميات والأثنيات والثقافات والأديان والطوائف، يضمن دستورها حقوق كافة المكونات السورية، مع الالتزام بالعهود والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان ومبدأ المواطنة المتساوية، وأن يكون نظام الحكم برلمانيًا يعتمد التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وفصل السلطات، وأن تكون سوريا دولة لا مركزية سياسية تضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة بين المركز والأطراف. تدعو الوثيقة السياسية إلى الإقرار الدستوري بالوحدة الإدارية والسياسية للمناطق الكردية، وضمان الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية للشعب الكردي، والحفاظ على الخصائص التاريخية والبنى الديموغرافية الأصيلة للمناطق الكردية. كما تدعو إلى الاعتراف الدستوري باللغة الكردية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، والاعتراف الدستوري بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا ومؤسساتها كنموذج للامركزية.

قبيل المؤتمر

في أرفع لقاء سياسي له مع الغرب، اجتمع قائد "قسد" الجنرال مظلوم عبدي مع وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، في أربيل، بعد لقاء الأخير مع قيادات إقليم كردستان العراق. وأعلنت رئاسة إقليم كردستان العراق عن لقاء جمع رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني مع الجنرال مظلوم عبدي في أربيل، حيث ناقش الجانبان آخر تطورات الوضع في سوريا وعلاقات قوات سوريا الديمقراطية والأطراف السياسية الكردية في سوريا مع الحكومة السورية، وشددا على ضرورة الوحدة والوئام بين القوى والأطراف الكردية في سوريا كضمان لتحقيق المطالب والحقوق المشروعة للأكراد. كما شكل وضع مخيم الهول ودور التحالف الدولي في سوريا لمواجهة داعش محوراً آخر للاجتماع. وأكد عبد الوهاب خليل، عضو اللجنة التحضيرية لـ "كونفرانس وحدة الموقف الكردي في سوريا"، أن اللجنة أنهت جميع الترتيبات ويتم إرسال دعوات حضور المؤتمر، مشيراً إلى أن ممثلين عن أحزاب كردستانية سيحضرون الكونفرانس. وأشار سليمان أوسو، عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الوطني الكردي في سوريا، إلى أن أكثر من 300 شخص سيحضرون الكونفرانس، وسيتم اتخاذ قرار خلاله بتشكيل وفد مشترك لطرح الرؤية السياسية على الإدارة في دمشق. يترقب الشارع الكردي السوري نتائج هذا المؤتمر بكثير من الأمل والحذر معاً، فالفرصة لا تزال قائمة، لكنها قد لا تتكرر بسهولة في ظل تغيّر موازين القوى إقليميًا ودوليًا.

إعداد وتحرير: خلف معو

مشاركة المقال: