الإثنين, 25 أغسطس 2025 11:48 AM

مبادرة إنسانية تعيد الأمل لـ 21 طفلاً في السويداء يعانون من البلوغ المبكر

مبادرة إنسانية تعيد الأمل لـ 21 طفلاً في السويداء يعانون من البلوغ المبكر

في السويداء، يواجه 21 طفلاً تحديات صعبة بسبب مرض البلوغ المبكر، وهو مرض يحرمهم من براءة الطفولة ويشكل تهديدًا لمستقبلهم الصحي والنفسي. في ظل نقص الأدوية في المستشفيات الحكومية وارتفاع أسعارها في السوق، ظهرت مبادرة إنسانية لتعيد الأمل إلى هؤلاء الأطفال وعائلاتهم.

مبادرة من الداخل والخارج

بدأت القصة بمغتربين من أبناء السويداء الذين قرروا تقديم المساعدة، فتواصلوا مع شاب من درعا يقيم داخل سوريا ليكون نقطة وصل. هذا الشاب، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، تحرك بسرعة وقام بشراء الدواء من صيدليات خاصة رغم ارتفاع تكلفته. ثم قام بتسليمه إلى الهلال الأحمر السوري، الذي سيتولى نقله إلى السويداء عبر ممر بصرى الشام – بصر الحرير خلال الساعات القادمة. جمعية جذور سوريا ستتولى توزيع الأدوية مباشرة على الأطفال المحتاجين.

طفولة مهدّدة

من بين هؤلاء الأطفال، الطفلة نايا معتز دانون، التي بدأت تعاني من أعراض المرض في سن الخامسة. والدتها، سلاف كمال سلوم، تحدثت عن معاناة ابنتها لمنصة “سوريا 24”: “العلاج ليس ترفًا، بل ضرورة قبل سن الحادية عشرة. التأخير سيؤدي إلى مضاعفات أكبر يصعب على طفلة تحملها”.

أدوية باهظة وغياب رسمي

تبلغ تكلفة الإبرة الواحدة التي يحتاجها الأطفال حوالي 275 ألف ليرة سورية (ما يعادل 30 دولارًا)، وهي أدوية هندية المنشأ تدخل عبر تركيا أو الأردن عن طريق شركات خاصة. في المقابل، أكد الدكتور وائل دغمش، مدير صحة دمشق، لمنصة “سوريا 24″، أن هذه الأدوية لم تعد متوفرة في المستشفيات الحكومية بعد توقف التوريد عبر شركة “فارمكس”، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة ستطرح مناقصة جديدة الأسبوع المقبل لإعادة استيرادها.

تضامن يتخطى الحدود

وصف الدكتور أحمد المسالمة، مدير فرع الهلال الأحمر السوري في درعا، المبادرة خلال حديثه لمنصة “سوريا 24” بأنها “صورة حية للتكافل بين السوريين رغم كل الظروف”، مؤكدًا أن المنظمة ستؤمن وصول الأدوية إلى السويداء بالتنسيق مع الجهات المختصة.

عبور الأمل

لم يكن طريق الدواء عبر بصرى الشام وبصر الحرير مجرد مسار جغرافي، بل رمزًا لعبور الأمل من الغربة إلى الوطن، ومن درعا إلى السويداء، ومن مبادرة فردية إلى حياة جماعية. هذه المبادرة الصغيرة في شكلها، الكبيرة في أثرها، تثبت أن السوريين – رغم الأزمات والحرمان – قادرون على تحويل تضامنهم إلى دواء، وقلقهم إلى حياة جديدة لأطفال ينتظرون أن يعيشوا طفولتهم كما يجب.

مشاركة المقال: