مجلس الأعمال الأمريكي السوري يسعى لتأسيس شراكات اقتصادية استراتيجية في سوريا

أكد لؤي الحمصي، عضو المجلس الاستشاري في مجلس الأعمال الأمريكي-السوري، أن المجلس يهدف إلى جعل سوريا وجهة جاذبة للاستثمار الأمريكي. ويتحقق ذلك من خلال إقامة شراكات استراتيجية في قطاعات أساسية تدعم إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، وعلى رأسها الطاقة المتجددة، والزراعة الذكية، وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات الدوائية، والنقل، والتعليم الرقمي.

وفي تصريح لعنب بلدي على هامش مشاركته في مؤتمر "SYNC25 II"، أوضح الحمصي أن سوريا، رغم التحديات، تزخر بفرص واعدة، خاصة في قطاع الطيران، والبنية التحتية الرقمية، والتصنيع الزراعي. وأشار إلى أن المجلس يسعى، من خلال مؤتمرات مثل "SYNC25" وغيرها، إلى إبراز الفرص المتاحة في سوريا للمستثمرين الأمريكيين المهتمين بالمشاركة في مرحلة ما بعد التعافي، وذلك لتلاقي الحاجة المحلية مع الاهتمام الأمريكي بالابتكار ونقل التكنولوجيا.

الزيوت والمنتجات الزراعية

ويهدف مؤتمر "SYNC25 II"، الذي حضرته عنب بلدي، إلى مد جسور التعاون بين سوريا ووادي السليكون في الولايات المتحدة، وربط المهنيين السوريين بأحدث التطورات التقنية التي لم تكن متاحة لهم في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب السوري المتخصص في مجالات المعلوماتية والتكنولوجيا.

وعن العوامل التي تجذب الفعاليات الأمريكية إلى سوريا، أوضح الحمصي أن هناك اهتمامًا بالعديد من المنتجات السورية في الأسواق الأمريكية، مثل الزيوت الطبيعية، والأعشاب الطبية، والنسيج السوري اليدوي، والمنتجات الزراعية العضوية، والزجاج الدمشقي. وأكد أن هذه المنتجات تتمتع بسمعة جيدة ويمكن أن تجد مكانًا لها في الأسواق الأمريكية إذا أُزيلت العوائق.

القيود المالية والجمركية

يتطلب الارتقاء بالتبادل التجاري السوري-الأمريكي اتخاذ خطوات تشريعية وتنظيمية من الطرفين، تبدأ بتخفيف القيود المالية والجمركية وتوفير مسارات قانونية آمنة للمعاملات التجارية الثنائية. وتتمثل المعوقات الرئيسية في العقوبات الاقتصادية على سوريا، والقيود على التحويلات البنكية، وعدم وجود اتفاقيات تجارية ثنائية واضحة.

وأشار الحمصي إلى أن السوق السورية، التي تضم أكثر من 20 مليون مستهلك، تمثل فرصة مهمة لعرض وتسويق المنتجات الأمريكية في مجالات التكنولوجيا، والتعليم، والطاقة، والخدمات المالية، نظرًا لموقعها الاستراتيجي الذي يجعلها بوابة للأسواق الإقليمية.

شركات أمريكية مهتمة بالسوق السورية

كشف الحمصي عن اهتمام العديد من الشركات الأمريكية في قطاعات الطيران وخدماته، والنفط والغاز، والتكنولوجيا، ومصدري المواد الأولية بالسوق السورية الواعدة، بشرط وجود بيئة تشريعية واضحة وآمنة.

ولتفعيل العلاقات الاقتصادية المشتركة، قام أعضاء مجلس الأعمال الأمريكي السوري بتنظيم طاولة مستديرة في حزيران الماضي جمعت مصارف أمريكية وسورية ومسؤولين من البلدين، وعقد ندوة سياسات اقتصادية في تموز الماضي، جمعت مسؤولين رفيعي المستوى من عدة إدارات أمريكية مع وزير الاقتصاد ووزير الاتصالات عبر خاصية الاتصال المرئي لبحث مختلف جوانب التعاون.

تمديد "قيصر" يعيق التعافي

أكد الحمصي أن المجلس يتابع عن كثب كل المقترحات القانونية المرتبطة بعقوبات "قيصر"، ويعمل بشكل نشط عبر القنوات الدبلوماسية والمؤسسية للتأكيد على أن التمديد غير المدروس للعقوبات يضر بمصالح المدنيين السوريين ويعيق فرص التعافي الاقتصادي.

وأضاف أن الجالية السورية أجرت لقاءات متعددة مع أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب، وقدموا مذكرات وشروحات توضح أن أسباب العقوبات قد زالت، وتم تسليط الضوء على معاناة الأسر السورية في الداخل وضرورة إعطاء الأولوية للحلول الاقتصادية التنموية بدل المعاقبة الجماعية.

وشارك في مؤتمر "SYNC25 II"، الذي استمر على مدى يومي 8 و9 آب، في فندق البوابات السبع بدمشق، نخبة من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في مجالات التكنولوجيا والاتصالات، إلى جانب رجال أعمال سوريين وعرب وأجانب، وممثلي الشركات الناشئة ورواد الأعمال، فضلًا عن فعاليات شبابية وإعلامية.