الجمعة, 5 ديسمبر 2025 01:07 PM

مجلس الأمن في دمشق: دعم للسيادة السورية وجهود لبناء الثقة

مجلس الأمن في دمشق: دعم للسيادة السورية وجهود لبناء الثقة

أكد سفير سلوفينيا لدى الأمم المتحدة، صامويل زبوغار، الذي يرأس مجلس الأمن لشهر كانون الأول الحالي، دعم المجلس لسيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها. وخلال مؤتمر صحفي في دمشق، أوضح زبوغار، باسم وفد مجلس الأمن، أن "الثقة" كانت العنوان الأبرز للزيارة، مؤكدًا على دعم جهود سوريا لتحقيق مستقبل أفضل وتعزيز ثقة الشعب السوري بمساعي مجلس الأمن والأمم المتحدة.

التقى وفد مجلس الأمن بالرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ووزير الخارجية، أسعد الشيباني، وعدد من الوزراء. كما عقد الوفد اجتماعات مع فريق الأمم المتحدة في دمشق، ومنظمات المجتمع المدني، وقيادات دينية، وأفراد من المجتمعات المتأثرة بأحداث الساحل والسويداء، واللجان المعنية بالتحقيق في تلك الأحداث، إضافة إلى ذوي المفقودين.

تناولت الاجتماعات قضايا متنوعة، مثل العدالة والمصالحة، وشمولية العملية السياسية، والحوار الوطني، وإعادة الإعمار، والتنمية الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب. وأكد زبوغار على استعداد المجتمع الدولي لدعم سوريا في تحقيق مستقبل يقوده السوريون.

أشار زبوغار إلى أهمية وجود فريق للأمم المتحدة في سوريا لدعمها بالأدوات والخبرات اللازمة.

لقاء مع لجنة تقصي السويداء

اطلع وفد مجلس الأمن على عمل اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث السويداء، بهدف دعم مسار العدالة وتعزيز ثقة السوريين بأن المجتمع الدولي يقف معهم. وأوضح رئيس اللجنة، القاضي حاتم النعسان، أن اللجنة اعتمدت "منهجية مهنية" تستند إلى بروتوكولات الأمم المتحدة في جمع الأدلة، مع التركيز على حقوق الضحايا وحماية الشهود وشفافية الإجراءات.

أشار النعسان إلى تحليل الوقائع للتمييز بين الأفعال الإجرامية والانتهاكات الحقوقية، وتحديد ما يستوجب المساءلة القانونية. وأكد على التنسيق المباشر مع لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، التي دخلت السويداء بتسهيل من الحكومة السورية، معتبرًا ذلك دلالة على انفتاح الدولة لكشف الحقيقة وتحمل المسؤولية. وأضاف أن اجتماعات دورية تعقد بين اللجنتين لتوحيد منهجيات التحقيق وتبادل الأدلة والمعلومات.

أفاد المتحدث الرسمي باسم اللجنة، عمار عز الدين، أن الهدف هو تحديد المسؤوليات الجنائية بدقة وتقديم توصيات لمنع تكرار ما حدث، معتبرًا الشراكة مع الأمم المتحدة ضرورية لضمان تحقيق نزيه وفعال ينسجم مع المعايير الدولية.

لقاء مع الشرع

تحدث مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، عن اجتماع الرئيس أحمد الشرع مع وفد مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية كانت محورًا رئيسًا خلال الاجتماع، إذ طرحها الشرع كأولوية. وتطرق النقاش أيضًا إلى الملفات الاقتصادية والتنموية، والعقوبات وتأثيرها على السوريين.

اعتبر علبي أن زيارة وفد مجلس الأمن في ذكرى التحرير تحمل رسالة تضامن واضحة، مشيرًا إلى توافق الأعضاء على دعم سوريا وحكومتها وشعبها. ويرى أن توقيت الزيارة يعكس إدراك المجلس للإنجازات التي تحققت خلال العام الماضي، وأن حضور الأعضاء جاء لتوجيه رسالة تضامن قوية والاستماع إلى رؤية الشرع لمستقبل البلاد.

أوضح علبي عن وجود تغير في طبيعة تعامل مجلس الأمن مع الملف السوري، مبينًا أن سوريا كانت سابقًا تشكل أزمة داخل المجلس، وفي نفس الوقت كان منقسمًا تجاه سوريا، ويرى الآن أن اجتماع الأعضاء الـ15 على موقف واحد خلال هذه الزيارة يمثل انتقالًا مهمًا، وأن موافقة الجميع على الزيارة تعد إنجازًا تاريخيًا.

أشار علبي إلى أن صامويل زبوغار أوضح قبل وصوله إلى دمشق أن هدف الزيارة هو استعادة ثقة الشعب السوري بعد سنوات من الانقسام داخل المجلس، لافتًا إلى أن الوفد يسعى إلى بناء هذه الثقة. وبين علبي أن استمرار توحد مجلس الأمن الدولي حول دعم السوريين، قد يسهم في نقل سوريا من موقع مصدر الأزمات إلى بلد مستقر قادر على المساهمة في السلم والأمن الدوليين.

وصل وفد مجلس الأمن إلى سوريا عبر معبر "جديدة يابوس"، وزار حي جوبر بدمشق الذي تعرض لدمار كبير، وزار الوفد برفقة إبراهيم علبي ونجاة رشدي عددًا من الأماكن التاريخية والتراثية في دمشق القديمة، منها فندق بيت الوالي بباب توما والجامع الأموي. وعقد الوفد اجتماعات مع فعاليات المجتمع المدني ورجال الدين في فندق "سميراميس" بدمشق.

مشاركة المقال: