محمد خواجوئي: شهدت روما الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي استضافتها السفارة العُمانية. سادت المحادثات أجواء من التفاؤل الحذر والتشكيك من الجانب الإيراني، بينما تحدث مسؤولون أمريكيون وعُمانيون عن تحقيق تقدم.
بعد مغادرة رئيس الوفد الأميركي، ستيف ويتكوف، قاعة المفاوضات قبل ساعة من انتهائها، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أميركي كبير قوله إن "المباحثات لا تزال بناءة، وقد أحرزنا تقدماً إضافياً، ولكن يبقى عمل ينبغي القيام به". وأضاف أن "الجانبين اتفقا على أن يلتقيا مجدداً في مستقبل وشيك".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، هذه الجولة بأنها "واحدة من أكثر الجولات التفاوضية مهنية وتعقيداً"، مشيراً إلى أن "الجانب الأميركي بات لديه الآن فهم واضح لمواقف إيران"، وأن نظيره العماني، بدر البوسعيدي، "قدّم مقترحات يمكن أن تشكّل أرضية مناسبة للتقدّم في المحادثات، سندرسها من دون تقديم أي تعهدات".
وأكد عراقجي أن المفاوضات مع واشنطن أكثر تعقيداً من أن تحل القضايا العالقة خلال بضع جولات تفاوضية، وأن الجولات المقبلة "ستناقش الحلول التي يمكن البناء عليها"، مضيفاً: "لم نصل بعد إلى تلك المرحلة". وأشار البوسعيدي إلى "تحقيق بعض التقدّم"، لكنه استدرك بأنه "ليس حاسماً"، معرباً عن أمله في "توضيح المسائل المتبقّية في الأيام المقبلة بما يسمح بالتقدّم نحو التوصل إلى اتفاق مستدام".
وفي إشارة إلى رفض بلاده التخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم، أكد عراقجي أن "صفر سلاح نووي يساوي اتفاقاً، وصفر تخصيب يساوي لا اتفاق". وقبيل لقائه بالبوسعيدي، دعا واشنطن إلى توضيح موقفها النهائي من مطالب طهران المتمسكة بحقها في تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات.
خلال المحادثات، غاب الخبراء التقنيون عن الوفد الإيراني، الذي ضمّ مجيد تخت روانجي، وكاظم غريب آبادي، وإسماعيل بقائي، وعدد من الدبلوماسيين والخبراء القانونيين.
من جهته، اعتبر بقائي أن فرض الولايات المتحدة مزيداً من العقوبات على إيران قبيل انطلاق الجولة الخامسة من المحادثات "يثير مزيداً من التساؤلات بشأن تصميم أميركا وجدّيتها في مواصلة الجهود الدبلوماسية"، مؤكداً أن هذا الإجراء "يؤكّد الاعتقاد العميق لدى الشعب الإيراني بأنّ صنّاع القرار الأميركيين لن يدّخروا أيّ جهد لتخريب التنمية والتقدّم في إيران".
وذكّر بقائي بسجلّ وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، من المواقف العدائية تجاه إيران، مجدّداً التأكيد أنّ "الشعب الإيراني عازم على الصمود والثبات في وجه هذه الكراهية غير العقلانية"، وأن "البرنامج النووي الإيراني هو نتيجة صمود وإصرار ومقاومة طويلة الأمد لأمة تفتخر بالإنجازات التي حقّقتها من خلال صعوبات كبيرة".
وأشار بقائي إلى أن الوفد الإيراني سيطرح "المواقف الأميركية المتناقضة بشكل صريح وجادّ"، وسيعمل على "إظهار مواقف إيران المشروعة في ما يتعلّق باستخدام الطاقة النووية السلمية ورفع العقوبات".
واستهجن روانجي ما سمّاه "المواقف الأميركية المتناقضة"، مبيّناً أن ويتكوف سأل عما إذا كانت إيران توافق على تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 في المئة، ثم تغيّر موقفه فجأة.