الإثنين, 15 سبتمبر 2025 07:39 PM

محاكمة ثلاث فرنسيات بتهمة الانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا: تفاصيل القضية وتداعياتها

محاكمة ثلاث فرنسيات بتهمة الانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا: تفاصيل القضية وتداعياتها

بدأت محكمة الجنايات الخاصة في باريس اليوم، الاثنين 15 أيلول، محاكمة ثلاث نساء فرنسيات بتهمة الانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا بين عامي 2014 و2017.

المتهمات هن: كريستين ألين (67 عامًا)، وجنيفر كلان (34 عامًا)، ابنة شقيقي كلان اللذين تبنيا هجمات 13 تشرين الثاني 2015 في باريس، بالإضافة إلى مايلين دوهارت (42 عامًا).

تواجه جنيفر ومايلين تهمة إضافية بجانب الانضمام إلى التنظيم، وهي "إهمال مسؤوليات الأمومة"، وفقًا للائحة الاتهام التي نقلتها "إذاعة فرنسا الدولية" (RFI) ووكالة "فرانس برس". هذه التهمة فُرضت في فرنسا منذ عام 2017 على أي والد يصطحب أطفاله القصر إلى مناطق النزاع ويعرضهم للخطر.

من المقرر أن تستمع المحكمة إلى 21 شاهدًا وأكثر من أربعة قضاة مختصين بهذه القضايا. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى 26 أيلول الحالي، في جلسات تُعقد أمام محكمة خاصة بلا هيئة محلفين، كما هو معتاد في قضايا الإرهاب في فرنسا. تصل العقوبات المحتملة إلى السجن 30 عامًا، بحسب ما نقلته "فرانس 24".

من تولوز إلى الرقة

نشأت جنيفر كلان في بيئة مغلقة ومتشددة، بحسب "إذاعة فرنسا الدولية" (RFI)، وتزوجت دينيًا في سن مبكرة من كيفن غونو، الذي اعتنق الإسلام تحت تأثير والدته كريستين ألين، المتهمة الثانية في القضية. أقنعت كريستين ألين زوجها ستيفان غونو باعتناق الإسلام، ما عمّق الروابط الأسرية داخل ما صار يعرف بـ "عشيرة كلان".

في عام 2014، لحقت جنيفر بزوجها كيفن غونو إلى مدينة الرقة السورية، مع حماتها كريستين ألين. أما مايلين دوهارت، فاعتنقت الإسلام لتلتحق بشريكها توماس كولانج، شقيق كيفن غير الشقيق، الذي جذبه بدوره الأخوان "كلان" إلى الفكر الجهادي، بحسب "RFI".

منذ عام 2004، تنقل بعض أفراد العائلة بين فرنسا وسوريا، قبل أن يستقروا في مناطق سيطرة التنظيم عام 2014. وفي عام 2019، اعتُقلت النساء الثلاث في تركيا، بعد عامين من التجوال في المنطقة عقب سقوط الرقة، ثم أُعدن إلى فرنسا مع تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و13 عامًا.

يواجه الأطفال اليوم صدمات نفسية طويلة الأمد، فيما سُجّل أربعة منهم، أبناء جنيفر، كأطراف مدنية في القضية، ويمثلهم محامٍ خاص خلال المحاكمة.

"عشيرة كلان".. شبكة عائلية

تتحدث السلطات الفرنسية عن "عشيرة كلان"، إذ غادر أكثر من 20 فردًا من العائلة ضواحي تولوز إلى سوريا والعراق بين عامي 2014 و2015، بينهم الشقيقان فابيان وجان-ميشيل اللذان تبنيا هجمات باريس وقُتلا في غارة جوية عام 2019.

تؤكد النيابة الفرنسية أن جنيفر كلان "تبنت فكر التنظيم وساهمت في عمله"، مستفيدة من الدعم المالي والسكني الذي وفره، وحافظت على اتصالات مع أعضاء نشطين فيه. في المقابل، تقول جنيفر إنها لم تمارس سوى "أنشطة يومية عادية"، وإن همّها كان أطفالها الأربعة، بحسب "RFI".

محامي جنيفر كلان، غيوم هالبك، شدد على أن "تحولاتها الفكرية" في فترة الاعتقال تستدعي الأخذ بها، مشيرًا إلى رغبتها في رعاية أطفالها فقط.

مشاركة المقال: