الجمعة, 20 يونيو 2025 09:41 PM

مخاوف من كارثة نووية: ما مدى خطورة الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية؟

مخاوف من كارثة نووية: ما مدى خطورة الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية؟

أفاد خبراء بأن الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية تشكل حتى الآن مخاطر تلوث محدودة، لكنهم يحذرون من أن أي هجوم على محطة بوشهر النووية قد يسبب كارثة نووية. ويؤكد بيتر براينت، الأستاذ بجامعة ليفربول والمتخصص في علوم الحماية من الإشعاع وسياسات الطاقة النووية، أنه لا يشعر بقلق بالغ بشأن التداعيات النووية الناجمة عن الضربات حتى الآن.

تؤكد إسرائيل أنها عازمة على تدمير القدرات النووية الإيرانية خلال حملتها العسكرية، لكنها تحرص أيضاً على تجنب أي كارثة نووية في منطقة يسكنها عشرات الملايين وتنتج معظم نفط العالم. وقد اجتاحت المخاوف منطقة الخليج يوم الخميس عندما أعلن الجيش الإسرائيلي قصفه موقعاً في بوشهر يضم محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران، لكنه قال لاحقاً إن الإعلان كان خطأ.

ماذا قصفت إسرائيل حتى الآن؟

أعلنت إسرائيل شن هجمات على مواقع نووية في نطنز وأصفهان وأراك وطهران، مشيرة إلى أنها تهدف إلى منع إيران من صنع قنبلة ذرية. وتنفي طهران السعي لامتلاك سلاح نووي. وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوقوع أضرار في منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، وفي المجمع النووي في أصفهان، بما في ذلك منشأة تخصيب اليورانيوم، وفي منشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي في كرج وطهران.

واستهدفت إسرائيل أيضاً موقع أراك، المعروف أيضاً باسم خُنداب، وهو مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل قيد الإنشاء. وذكرت الوكالة أن لديها معلومات تفيد بقصف مفاعل خُنداب، لكنه لم يكن قيد التشغيل ولم تبلغ الوكالة عن أي آثار إشعاعية. وأشارت الوكالة إلى تضرر مبان رئيسية في الموقع.

ما هي المخاطر التي تشكلها هذه الضربات؟

يرى بيتر براينت أن موقع أراك لم يكن يعمل بينما تقع منشأة نطنز تحت الأرض، ولم ترد تقارير عن أي تسرب إشعاعي. وأشار إلى أن اليورانيوم لا يشكل خطورة إلا في حال استنشاقه أو ابتلاعه أو دخوله الجسم بمستويات تخصيب منخفضة.

وذكرت داريا دولزيكوفا، كبيرة الباحثين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، أن الهجمات على المنشآت في بداية دورة الوقود النووي تشكل في المقام الأول مخاطر كيميائية، وليست إشعاعية. وأضافت أن سادس فلوريد اليورانيوم يشكل مصدر القلق، حيث ينتج مواد كيميائية ضارة عند تفاعله مع بخار الماء في الهواء. وأوضحت أن مدى انتشار أي مادة يعتمد على الظروف الجوية، وأن خطر الانتشار أقل في المنشآت الواقعة تحت الأرض.

وقال سايمون بينيت، الذي يرأس وحدة السلامة والأمن المدني بجامعة ليستر في بريطانيا، إن المخاطر البيئية ستكون ضئيلة إذا قصفت إسرائيل منشآت تحت الأرض.

ماذا عن المفاعلات النووية؟

يتمثل مصدر القلق الرئيسي في توجيه ضربة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني. ويقول ريتشارد ويكفورد، الأستاذ الفخري لعلم الأوبئة في جامعة مانشستر، إن إلحاق أضرار جسيمة بمفاعلات الطاقة الكبيرة أمر مختلف، حيث ستنطلق العناصر المشعة إما عبر سحابة من المواد المتطايرة أو في البحر.

وذكر جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسات النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن الهجوم على بوشهر قد يسبب كارثة إشعاعية كاملة، لكن الهجمات على منشآت التخصيب من غير المرجح أن تسبب عواقب وخيمة خارج الموقع. وأضاف أن اليورانيوم قبل دخوله إلى المفاعل النووي لا يكون مشعاً تقريباً.

وذكر بينيت من جامعة ليستر أن مهاجمة الإسرائيليين لمحطة بوشهر سيكون تصرفاً متهوراً.

لماذا تشعر دول الخليج بالقلق بشكل خاص؟

بالنسبة لدول الخليج، سيتفاقم تأثير أي ضربة على بوشهر بسبب التلوث المحتمل لمياه الخليج، ما يعرض للخطر مصدراً حيوياً للمياه المحلاة الصالحة للشرب. وتعتمد دول الخليج بشكل كبير على المياه المحلاة لتلبية احتياجاتها من المياه.

وقال نضال هلال، أستاذ الهندسة ومدير مركز أبحاث المياه بجامعة نيويورك أبوظبي، إن محطات تحلية المياه الساحلية معرضة بشكل خاص للمخاطر الإقليمية مثل تسرب النفط والتلوث النووي المحتمل.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

مشاركة المقال: