الإثنين, 11 أغسطس 2025 03:55 PM

مزارعو ريف القامشلي يواجهون خسائر فادحة في موسم البصل بسبب الجفاف وتقلبات الأسعار

مزارعو ريف القامشلي يواجهون خسائر فادحة في موسم البصل بسبب الجفاف وتقلبات الأسعار

تأثر المزارعون في ريف القامشلي هذا العام بشكل كبير بسبب الظروف الزراعية الصعبة التي أدت إلى خسائر مالية فادحة نتيجة للجفاف وقلة الأمطار، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج. سعى المزارعون للتغلب على هذه الأزمة بزراعة محاصيل بديلة مثل البصل، إلا أن الظروف الاقتصادية المتردية وتقلبات الأسعار فاقمت من الضغوط والتحديات، مما زاد من معاناة العاملين في القطاع الزراعي في المنطقة.

ظروف صعبة تلقي بظلالها على الإنتاج الزراعي

أفاد المزارع عبدالله العواد، من قرية ذبانة في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي، لمنصة “سوريا 24” بأن الموسم الزراعي الحالي يعتبر من أصعب المواسم التي شهدها المزارعون في المنطقة. وأوضح أن الجفاف ونقص الأمطار تسببا في خسائر كبيرة في محصول القمح، مما دفعهم للبحث عن بدائل لتعويض جزء من هذه الخسائر.

تجربة زراعة البصل: تكاليف باهظة وعائد محدود

أشار العواد إلى أن المزارعين اتجهوا نحو زراعة البصل كبديل، حيث قاموا بزراعة 1200 كيلوغرام من بذار البصل بتكلفة تقارب 750 دولارًا، بالإضافة إلى 100 دولار كأجور للفلاحين. كما لفت إلى أن تكاليف السقاية والعمالة والأدوية بلغت 500 دولار، بالإضافة إلى أجور حصاد البصل، مع العلم أن فترة الزراعة تمتد من الشهر الثاني حتى الشهر الثامن، وهي فترة طويلة تتطلب صبرًا وتحملًا للمصاريف. وأوضح العواد أن ارتفاع أسعار المازوت الحر، الذي وصل سعر اللتر فيه إلى 6200 ليرة سورية، زاد من الأعباء عليهم بشكل كبير، حيث بلغت تكلفة إنتاج الجوال الواحد حوالي 1500 دولار منذ بداية الموسم وحتى الحصاد.

على الرغم من أن الإنتاج كان جيدًا، حيث تراوح بين 15 و20 طنًا للهكتار، إلا أن سعر الكيلوغرام في السوق كان بين 1200 و1500 ليرة، وهو سعر منخفض جدًا مقارنة بالمصاريف والجهد المبذول طوال الموسم. وأشار أيضًا إلى استغلال بعض التجار وتلاعبهم بالأسعار في السوق، مما أدى إلى أن الأرباح بالكاد تغطي التكاليف.

خسائر إضافية مع محاصيل أخرى

من جانبه، ذكر المزارع محمد، البالغ من العمر 48 عامًا، لمنصة “سوريا 24” أن هذا العام كان صعبًا بكل المقاييس. وأوضح أنه كان يعلق آماله على زراعة البصل لتعويض بعض الخسائر، إلا أن الإنتاج كان ضعيفًا والأسعار غير مشجعة. لذلك، قرر زراعة محاصيل أخرى مثل الملوخية والباذنجان الأسود على أمل تحقيق عائد أفضل، إلا أن هذه المحاصيل لم تحقق النتائج المرجوة. وذكر محمد أن العمل كان شاقًا منذ تجهيز الأرض وشراء البذار، مرورًا بتكاليف السقاية والعمالة والأدوية، واستمر طوال فترة زراعة البصل من الشهر الثاني حتى الشهر الثامن. لكنه أشار إلى أن العائد المالي وقت البيع لم يكن كافيًا لتغطية تكاليف الموسم، مما جعله يشعر بأن الموسم بأكمله كان بلا جدوى.

وأكد أن الزراعة رزق من الله، وفي مواسم يحقق المزارعون أرباحًا، وفي أخرى يتكبدون خسائر، لكن ما حدث هذا العام كان فوق قدرة أي مزارع. وفي ختام حديثه لمنصة “سوريا 24″، أعرب محمد عن استيائه الشديد، متوقعًا أن يكون هذا العام آخر موسم له في زراعة الخضروات بشكل عام بسبب الظروف الصعبة والتحديات الاقتصادية التي تواجه المزارعين.

مشاركة المقال: