الثلاثاء, 3 يونيو 2025 04:33 AM

مسرح "الغرفة" يعود بقوة: "كل عار وأنتم بخير".. كوميديا سوداء تعكس الواقع السوري

مسرح "الغرفة" يعود بقوة: "كل عار وأنتم بخير".. كوميديا سوداء تعكس الواقع السوري

في مسرح لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار، تدور أحداث مسرحية "كل عار وأنتم بخير" بين شخصيتين متناقضتين، هما المثقف المسن، والعسكري الذي يتمتع بحسّ الفكاهة، في زمن غير محدد، ما يمنحها بعدًا يجوز إسقاطه على أي مرحلة في سوريا، سواء الحالية أو السابقة. وتمحورت أحاديثهما حول حياتهما وأحلامهما، ومعاناة كل منهما، في جو يسوده الشجار والجدل، نظرًا إلى اختلاف الثقافة والتعليم والبيئة بينهما، وتخلص حواراتهما بخلاصات كوميدية مأساوية.

"كل عار وأنتم بخير"، من بطولة الأخوين ملص، وتُعرض في مسرح "الغرفة" ضمن منزل عائلتهما في حي العدوي بدمشق، وتستمر حتى 5 من حزيران الحالي، يوميًا الساعة الرابعة عصرًا.

التعريف بالشخصيتين

يجسد محمد ملص شخصية رامز، العسكري المتوهم بعقائده الوطنية، وتطغى على أفعاله البساطة وقلة التدبير، لتمر حياته سريعًا، ويصبح مسنًا مصابًا، متيقنًا أنه كان متوهمًا. أما أحمد ملص فيؤدي شخصية يوسف، المسن الشاعر والمثقف، الذي قضى شبابه حالمًا بالشهرة، وبدوام حبه من ميس التي فارقها غصبًا عنه، ومرّ قطار حياته مسرعًا مذعورًا من القمع والاعتقال.

إسقاط على الواقع

تجتمع الشخصيتان في إحدى الغرف البسيطة بأحد أيام العيد، تجمعهما آمال محطمة لطالب الحرية والحب، ومن عاش عمره بآمال زائفة، وبعد خلافات طويلة، يصل الحال بهما للصلح، ليدركا أنهما وقعا ضحية بلاد طغى الواقع المظلم عليها، وهذا يمكن إسقاطه على الحال السوري اليوم.

الفنان أحمد ملص، قال لعنب بلدي، إنه وأخيه محمد، جمعا التناقضات التي مرت عليهما، ووضعاها في شخصيتين متناقضتين هما "الشاعر والعسكري"، وتمثلت التناقضات بينهما بالفكر العلماني والديني، أو حالتي المثقف والشعبي، أو السلاح والفكر.

وعن لقاء الشاعر المسن بعسكري شعبي، عزا السبب لأن الحالة قد تبدو عبثية على منطق الشخصيات، وحتى الزمن يدخل بخانة مسرح العبث، وهذه الحالات لها وجود بسوريا، والأفراد قد يجبرون على الاختلاط بأشخاص لا يشبهونهم أبدًا، وهذه الحالة تساعد على نبش تقبل الآخر.

وعن احتواء المسرحية على "الكوميديا السوداء"، يعتقد الأخوان ملص أن هذا الخط مهم جدًا، ففي فرنسا توجد جميع أنواع المسارح، والجمهور يختار ما يناسبه، واليوم في سوريا الجمهور يحتاج إلى "الكوميديا"، لأن المشاهدين معتادون على التلفاز أكثر من المسرح، والمتعة هي أن تلتقط الجمهور وتقول ما تريده.

إقبال الجمهور

تمثل عودة مسرح "الغرفة" واستئناف نشاطه إحياء لذاكرة السوريين القديمة، باعتباره كان يعج بالعروض والجمهور قبل بدء الثورة السورية، والذي غادره الأخوان إثر أحداث الثورة السورية لأكثر من 13 عامًا.

وهنا أشار الأخوان ملص إلى أن مسرح "الغرفة" بدأ بحركة تمرد في عام 2009، لأنهما تعرضا للتهميش من قبل كل المسارح سابقًا، وخاصة مسارح "البعث"، ويعتبران العودة لمسرح "الغرفة" بمثابة "العودة إلى الحياة"، ومهمتها كفنانين أن يقدما لسوريا حالة من النقاش والاعتراض والموافقة والاختلاف بالكلام وليس بالسلاح.

وكشف الأخوان ملص أنهما رغم عدم حصولهما على الفرصة المناسبة بالتلفاز، فإنهما يحظيان بقاعدة جمهور مسرحي كبيرة، والإقبال كبير، وبعضهم يعاود حضور العرض أكثر من مرة.

مشهد "الشباك" الذي أشعل الجدل

انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشهد "الشباك" في أثناء عرض المسرحية، وتعرض أحد المارة في الطريق للأخوين، بتهمة "الكفر"، دون معرفته بأنه عرض مسرحي، وهنا اعتبر رواد وسائل التواصل الاجتماعي أنه مشهد مفتعل، ومنهم من اعتبره تعديًا على الحرية الشخصية.

الأخوان ملص نفيا لعنب بلدي أنه مشهد مفتعل، فهو لم يكرر في أي عرض، وكشفا أن الشخص الذي تهجم عليهما كان بحوزته سلاح، وتجاوزا المشهد وأكملا العرض، معتبرين المشهد تجاوزًا لحرية الفرد داخل منزله، وأن "للبيوت حرمات"، وهذا مؤشر غير لطيف، وتم التواصل مع الجهات المسؤولة، ولم يتم التعرف على هذا الشخص.

مشاركة المقال: