الإثنين, 3 نوفمبر 2025 04:19 PM

فيلم «بوغونيا»: لانثيموس يسخر من الرأسمالية في كوميديا سوداء

فيلم «بوغونيا»: لانثيموس يسخر من الرأسمالية في كوميديا سوداء

يعود يورغوس لانثيموس بفيلمه «بوغونيا» ليقدم رؤية ساخرة حول هوس المؤامرات وعجز الإنسان المعاصر عن التمييز بين الواقع والخيال، وذلك بحسب شفيق طبارة. الفيلم يروي قصة موظف يعتقد أن مديرة شركته كائن فضائي ويقوم باختطافها، ليصور المخرج عالماً تحكمه الخوارزميات والخوف، حيث تتحول الرأسمالية إلى عقيدة جديدة والإيمان بالأكاذيب إلى خلاص زائف.

يُعرف لانثيموس بحبه لسرد القصص الاجتماعية المعاصرة من خلال منظور الحيوانات، كما في أفلامه «ناب الكلب» (2009) و«قتل الغزال المقدس» (2017) و«جراد البحر» (2015). وفي «بوغونيا» (2025)، يجسد النحل كمثال للمجتمع المثالي حيث يخدم العمال رغبات الملكة مع مراعاة مصالح الخلية.

يبدأ الفيلم بالنحل وينتهي بطريقة غير متوقعة، محذراً من التحول إلى التعصب والإفراط والمؤامرات. الفيلم هو إعادة إنتاج لفيلم كوري جنوبي بعنوان «أنقذوا الكوكب الأخضر» (2003) للمخرج جوان جون ــ هوان، ويقدمه لانثيموس بأسلوبه الخاص.

تدور قصة «بوغونيا» حول تيدي (جيسي بلمونز)، المؤمن بنظريات المؤامرة، الذي يعتقد بوجود كائنات فضائية بيننا تسعى لإلحاق الأذى بالبشر. يحدد تيدي هوية ميشيل فولر (إيما ستون)، الرئيسة التنفيذية لشركة أدوية متعددة الجنسيات، ككائن فضائي أندروميدي متنكر يسعى لإبادة البشر، خاصة بعد قلقه بشأن صحة والدته وإيمانه بأن الشركة وراء مرضها.

يقرر تيدي، بمساعدة ابن عمه دون (أيدان ديلبيس)، اختطاف ميشيل لإجبارها على الاعتراف بأصولها ووقف أنشطتها المدمرة. يركز الفيلم على المواجهة بين الضحية والجلاد، والتي تتصاعد إلى صراع قاسٍ نفسياً وجسدياً، حيث تسعى ميشيل لإقناع تيدي بأنه مخطئ.

«بوغونيا» هو محاكاة ساخرة لعالم تسوده المعتقدات الغريبة، ونقد لاذع للرأسمالية. ومع ذلك، يجد الحوار بين تيدي وميشيل صعوبة في التعبير عن رؤى صناع الفيلم النقدية، مما يضعف تصوير التناقض الأخلاقي. تقع أفضل لحظات الفيلم عندما تغادر الشخصيات مكان الاحتجاز وتظهر في مواقف أخرى، سواء في العمل أو في محيط عائلي.

يهيمن الجانب الجسدي على الحوار في الفيلم، مما يترك المشاهد غير متأكد من سبب انخراطه عاطفياً في دوافع الشخصيات وأفعالها.

يؤكد الفيلم أن لانثيموس أصبح رهينة لنجاحه، حيث حل الاستفزاز البصري محل المعنى. سينماه، التي كانت مشحونة بالتوتر والغموض الأخلاقي، تبدو الآن مُدجّنة. الفيلم جيد، لكنه يركز على ضيق الأفق، ويكشف أن العالم والمجتمع المعاصر أكثر تعقيداً مما توحي به الخوارزميات، ويظهر صعوبة إقناع أي شخص بأخطائه.

في النهاية، يحول لانثيموس الفيلم إلى كوميديا ساخرة حول محدودية وجهات نظر شخصياته الأيديولوجية، ويسأل: ما هو العالم الحقيقي؟ وما هو العالم الذي نعتقد أننا نعيش فيه؟ وهل هناك نقاط التقاء بين الأجزاء المختلفة أم لا؟

«بوغونيا» يُعرض حالياً في الصالات اللبنانية.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: