الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 04:58 AM

مسرحية "وردة إشبيلية": صراع الحب والحرب يجسد مأساة الأندلس بقضايا معاصرة

مسرحية "وردة إشبيلية": صراع الحب والحرب يجسد مأساة الأندلس بقضايا معاصرة

في دار الأوبرا، تألقت مسرحية "وردة إشبيلية"، التي عُرضت بين 3 و5 تشرين الثاني، لتجسد قصة "وجيدة"، الفتاة الإشبيلية التي تجد نفسها في خضم الأحداث بعد سقوط المدينة الأندلسية. تتشابك حياة وجيدة بين حب الحاكم الإسباني "ألفونسو الغازي" وعشقها لـ "خابيرو" الغجري، مما يخلق صراعًا تراجيديًا يعكس ضياع التاريخ والعاطفة.

المسرحية تربط بين الماضي والحاضر، حيث تعكس أجواء الأندلس وتطرح قضايا معاصرة كالهجرات غير الشرعية إلى السواحل الإسبانية، وتختتم بلوحة رمزية تبرز دمشق كامتداد حضاري لإشبيلية. "وجيدة"، التي كانت تمثل زهرة إشبيلية، تعيش صراعات عديدة وتذبل مع وقائع الحرب، خاصة بعد رفضها الزواج من "ألفونسو" وهربها إلى مغارة "خابيرو"، لتواجه مصيرًا مأساويًا ينتهي بموتهما في السراديب الضيقة.

الموسيقا والرقص.. مزيج فني فريد

ينتمي العرض المسرحي إلى نوع "الميوزكال"، الذي يدمج عناصر فنية متنوعة لرسم الصورة المقدمة. يتنوع الفن التمثيلي بين الأداء الحركي التعبيري للراقصين والتمثيل الدرامي. تضمن العرض مجموعة من العروض الراقصة المصحوبة بموسيقى متنوعة بين الأنماط الإسبانية والغجرية والعربية والتعبيرية.

شارك في المسرحية فنانون سوريون، منهم نوار بلبل بدور "ألفونسو"، وناهد الحلبي التي جسدت شخصية "الأم الحكيمة"، بينما قدمت الراقصة رنيم ملط دور "وجيدة"، والراقص محمد ديبان شخصية الغجري "خابيرو". العمل من تأليف محمد عمر، وإخراج أحمد زهير، الذي أضفى جمالية فنية للمحتوى المطروح. استخدمت "السينوغرافيا" ديكورًا متحركًا وستائر هابطة لعكس تنوع المشاهد، بينما ساهمت الإضاءة التي صممها ماهر هربش البصرية في رفع مستوى التوتر الدرامي.

تفاعل عميق مع التاريخ

الفنان نوار بلبل، صرح بأن شخصية "ألفونسو" تتطلب تفاعلًا عميقًا مع التاريخ والدراما الإنسانية، لمناقشتها الصراع الداخلي بين الحب والخيانة في فترة انهيار الأندلس. وأضاف أن الهدف الأسمى للمسرحية هو تقديم عرض مميز ومتكامل للجمهور السوري، خاصة في هذه الأوقات الصعبة، بهدف إيصال الفرح والأمل، معتبرًا العرض تجسيدًا لسوريا بكامل مكوناتها وطوائفها.

المخرج أحمد زهير أوضح أن المسرحية عرضت حقبة من تاريخ الأندلس، وقدمت رسائل إنسانية، واختتمت برسالة سلام، كون سوريا بلد السلام، وجمعت بين الاستعراضات المميزة والأداء الفني المتقن من قبل الممثلين والفنيين، مؤكدًا أن العمل ليس مجرد عرض فني، بل هو لحظة فرح للجمهور الذي كان يفتقد هذه اللحظات.

الفنان مظهر الحكيم أعرب عن دهشته من العرض، معتبرًا إياه عملًا متكاملًا نفتقده في سوريا منذ فترة طويلة، ويستحق أن يُعرض لعدة أشهر، مؤكدًا أن هذا النوع من العروض المتكاملة يسهم في رفع مستوى الفن المسرحي في سوريا.

الفنانة روبين عيسى أشادت بالمستوى البصري والسمعي للعرض، مشيرة إلى أن نوار بلبل كان "شعلة من الطاقة"، وأن أداءه كان مميزًا للغاية، معتبرة المسرحية بداية لافتتاح عروض جديدة ومهمة في المسرح السوري.

الفنانة سحر فوزي أعربت عن سعادتها بالعرض، مؤكدة أنه تم العمل عليه بشكل غير عادي وبمستوى فني متكامل من حيث الديكور والإضاءة والموسيقى والأداء، وأن ما يميز هذا النوع من العروض هو أنه يوصل الفكرة من خلال الحركة والصورة.

مشاركة المقال: