الخميس, 2 أكتوبر 2025 08:45 AM

مشاريع ترميم المتحف الوطني في حلب بدعم دولي رغم التحديات

مشاريع ترميم المتحف الوطني في حلب بدعم دولي رغم التحديات

يشهد المتحف الوطني في حلب جهودًا مكثفة لإعادة تأهيله من خلال مشاريع مدعومة دوليًا، وذلك على الرغم من التحديات المتمثلة في نقص الكوادر المتخصصة ومحدودية التمويل. يعتبر المتحف أحد أبرز المعالم الثقافية التي تضررت جراء الحرب، وتعمل مديرية الآثار والمتاحف في المدينة بالتعاون مع جهات دولية لتنفيذ مشاريع ترميمه.

في 24 أيلول الماضي، زار وفد من منظمة "أرض إنسان" (فرع إيطاليا) المتحف الوطني في حلب، حيث ناقش مع مدير الآثار والمتاحف إمكانية تقديم الدعم لحماية التراث الثقافي وتعزيز الوعي بأهميته.

أوضح مدير الآثار والمتاحف في حلب، منير القسقاس، لعنب بلدي، أن الفترة الماضية شهدت تنفيذ عدة مشاريع، بما في ذلك مشروع التدعيم الإنشائي لمبنى المتحف بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ مشروع ترميم سور المتحف الوطني ومشروع تزويده بالطاقة البديلة عبر الطاقة الشمسية، وذلك بدعم من منظمة "أرض إنسان".

أكد القسقاس على الحاجة المستمرة للدعم المالي والتقني والتدريبي من الجانب الإيطالي، خاصة فيما يتعلق بصيانة المقتنيات وتأهيل الكوادر المحلية. وأشار إلى عدم وجود خطة مشتركة حالية مع المنظمة لمشاريع جديدة لحماية التراث في حلب، لكنه نوه إلى وجود تعاون قائم في مجالات أخرى، مثل تعزيز برامج التوعية.

وفقًا للقسقاس، يجري العمل على تنظيم ورش عمل صغيرة وأنشطة للأطفال في حديقة المتحف بالتعاون مع مديرية التربية، بهدف غرس قيم الحفاظ على التراث في الأجيال الناشئة. وإلى جانب ذلك، يتم التحضير لمشاريع مشتركة لتأهيل قاعات العرض المتحفي ومعالجة مشكلات المياه الجوفية التي تهدد البنية التحتية.

تحديات ومعوقات

أشار منير القسقاس إلى أن خبراء إيطاليين أعدوا دراسات لترميم وإعادة تأهيل قاعات العرض وخزائن القطع، ومن المتوقع أن تبدأ هذه المبادرات في مطلع العام المقبل. وأوضح أن أبرز التحديات تكمن في نقص الكوادر المتخصصة، ومحدودية التمويل، وضعف الأجهزة التقنية، مؤكدًا أن هذه العوامل تعيق أي خطة متكاملة لحماية التراث وصون المقتنيات.

وفيما يتعلق بدور المنظمات الدولية، أكد القسقاس أنها تمثل شريكًا أساسيًا في دعم المشاريع ماديًا، وخاصة من خلال توفير الخبرات الأجنبية، مما يجعل دورها إيجابيًا في حماية التراث الإنساني السوري.

في 24 أيلول الماضي، أعلنت مديرية الآثار والمتاحف في حلب عن اجتماع جمع منظمة "أرض إنسان" الإيطالية مع وفد من خبرائها، بحضور مدير آثار حلب والمتاحف، وأمين المتحف الوطني. وكان الهدف من اللقاء، بحسب المديرية، هو الاطلاع على أهم المشاريع التي نفذت في متحف حلب الوطني، ومناقشة إمكانيات تقديم الدعم لحماية التراث الثقافي وتعزيز التوعية المجتمعية حوله. وتضمن الاجتماع جولة ميدانية للوفد داخل المتحف للتعرف عن قرب على مقتنياته ومرافقه، والجهود المستمرة في صون التراث وإعادة تأهيل القاعات وخزائن العرض.

ما منظمة “أرض إنسان”

منظمة "أرض إنسان" (Terre des Hommes) هي منظمة دولية غير ربحية تأسست عام 1960 في لوزان بسويسرا، وتهدف إلى حماية حقوق الأطفال وتعزيز رفاههم في جميع أنحاء العالم. يشمل عمل المنظمة أكثر من 67 دولة، بما في ذلك سوريا، من خلال تقديم الدعم في مجالات الصحة والتعليم والحماية، ويركز عملها على الأطفال المتأثرين بالنزاعات والكوارث.

فرع المنظمة في إيطاليا، "أرض إنسان إيطاليا" (Terre des Hommes Italia)، تأسس في ميلانو عام 1989، ويعد جزءًا من الاتحاد الدولي لمنظمات "أرض إنسان"، الذي يتخذ من جنيف وبروكسل مقرين له. ويعمل الفرع الإيطالي في مجالات متعددة، منها تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء، والسعي لمكافحة العنف والإساءة، وتوفير المساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ.

في سوريا، تنفذ "أرض إنسان إيطاليا" مشاريع تهدف إلى حماية حقوق الأطفال وتوفير الدعم للمجتمعات المتأثرة بالنزاع. تشمل هذه المشاريع توفير المساعدة الإنسانية، وإنشاء مساحات آمنة للأطفال، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.

مشاركة المقال: