الإثنين, 25 أغسطس 2025 01:45 AM

مشتى الحلو: جوهرة السياحة السورية.. طبيعة خلابة وتراث عريق في قلب طرطوس

مشتى الحلو: جوهرة السياحة السورية.. طبيعة خلابة وتراث عريق في قلب طرطوس

تعتبر بلدة مشتى الحلو في ريف طرطوس من أبرز الوجهات السياحية في سوريا، وذلك لما تملكه من مقومات طبيعية وأثرية وخدمات سياحية متنوعة تجعلها محط أنظار السياح من مختلف الجنسيات. من معالمها البارزة مغارة الضوايات، وشجرة "دلبة المشتى" العملاقة، وجبل السيدة.

أوضح رئيس بلدية مشتى الحلو المحامي جوزيف عيد في تصريح لمراسلة سانا أن البلدة ترتفع حوالي 600 متر عن سطح البحر، وتحيط بها المرتفعات الخضراء والجبال البركانية. كما تجاورها العديد من القلاع التاريخية الهامة مثل حصن سليمان وقلعة الحصن وبرج صافيتا وقلعة مصياف. وأشار إلى غنى المنطقة بالينابيع العذبة والمواقع الطبيعية التي تجعلها وجهة مثالية للسياحة على مدار العام.

وأضاف عيد أن البلدة تستضيف العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، وعلى رأسها مهرجان "الدلبة" الثقافي السنوي، بالإضافة إلى المعارض التراثية والبازارات والحفلات الموسيقية. كما يعتبر عيد "الحريرة" بأكلاته التقليدية جزءاً لا يتجزأ من الهوية التراثية للمنطقة. وتشتهر البلدة أيضاً بعيد السيدة التراثي الذي يقام في منتصف شهر آب من كل عام، إلى جانب العديد من الأنشطة السياحية المتنوعة.

وبيّن عيد أن كنيسة تاريخية صغيرة تتوضع فوق جبل السيدة الأثري، الذي يتميز بطبيعته البركانية التي تعود إلى ملايين السنين، ويعد مقصداً للسياح خاصة في الأعياد والمناسبات.

وتشتهر مشتى الحلو أيضاً بشجرة الدلبة المعمرة التي يزيد عمرها عن 500 عام، والتي أصبحت رمزاً للبلدة، وارتبط اسمها بالعديد من المواقع المحلية مثل "ساحة الدلبة" و"مقهى الدلبة" و"نبع الدلبة".

وتعود تسمية البلدة إلى اللغة السريانية، حيث تعني كلمة "أوشتي" الأرض الكثيرة الينابيع، أو "مشتو" أي النبع العذب، وذلك في إشارة إلى وفرة مواردها المائية التي أكسبتها شهرة واسعة عبر التاريخ.

وتعتبر مشتى الحلو من أبرز المصايف السورية، وتأتي في مقدمة الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار إلى جانب مصايف اللاذقية وبلودان وصيدنايا في ريف دمشق. وقد اشتهرت هذه المصايف منذ عقود باعتدال مناخها وجمال طبيعتها، مما جعلها مقصداً للعائلات السورية والسياح العرب، وخاصة خلال فصل الصيف.

وعانى قطاع السياحة في سوريا لسنوات طويلة من التحديات، إلا أن الحكومة تولي اهتماماً كبيراً لإعادة تأهيل المناطق السياحية وتشجيع الاستثمارات الجديدة، بهدف استعادة مكانة سوريا كوجهة سياحية إقليمية وعالمية.

مشاركة المقال: