تتسابق دول العالم، وعلى رأسها النرويج وروسيا والإمارات والسعودية، لاقتناص الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الطاقة المتجددة بمصر، والذي يقدر حجمه بأكثر من 3.3 مليارات دولار، مع توقعات بارتفاعه إلى نحو 5 مليارات دولار بحلول عام 2033، وفقًا لتقديرات مؤسسة () الهندية لأبحاث السوق.
ما هي الخطط الاستراتيجية التي تتبناها مصر لتطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم عوائده؟ وما هي المشروعات والفرص الاستثمارية المتاحة؟ ومن هم أبرز المتنافسين على الاستثمار في هذا المجال؟
تتميز مصر بتنوع مصادر الطاقة المتجددة المتاحة لديها، والتي تشمل سبعة أنواع رئيسية: الطاقة الكهرومائية (تمثل نحو 3% من إجمالي الاستهلاك)، والطاقة الشمسية (أشهر مشروعاتها "الكريمات للطاقة الحرارية الشمسية" ومحطة "بنبان" التي يُتوقع أن تصبح، عند اكتمالها، أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم، وتنتج طاقة تعادل 90% من الطاقة التي يوفرها السد العالي)، بالإضافة إلى طاقة الرياح (تمتلك مصر أكبر مواقع تجميع طاقة الرياح على مستوى الكوكب في منطقة خليج السويس)، وطاقة الكتلة الحيوية (الناتجة من معالجة النفايات الصلبة)، والطاقة الحرارية الجوفية، والطاقة النووية السلمية (مثل مشروع الضبعة)، وطاقة الأمواج، والهيدروجين الأخضر.
فرص استثمارية بـ 100 مليار جنيه
تهدف مصر إلى الوصول بإنتاجية الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي القدرة الإجمالية للشبكة القومية للكهرباء بحلول عام 2035، موزعة بواقع 22% من الطاقة الشمسية، و14% من الرياح، و4% من المركزات الشمسية، و2% من الطاقة المائية، وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات.
تشير أحدث بيانات وزارة الكهرباء المصرية إلى أن إجمالي قدرات مصر الإنتاجية من الطاقة المتجددة (الشمس، الرياح، المياه) وصل إلى 7.7 جيغاواط، فيما يبلغ إجمالي إنتاج الطاقة الكهربائية حاليًا 59 جيغاواط، وبالتالي تبلغ نسبة الطاقة المتجددة من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة حاليًا 13%.
تستهدف مصر جذب استثمارات من القطاع الخاص المحلي والأجنبي بقيمة 100 مليار جنيه (2 مليار دولار) في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، موزعة على 48 مشروعًا، تهدف إلى توليد 12 ألف ميغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، و3,350 ميغاواط من تخزين البطاريات بحلول عام 2026، على أن ترتفع هذه الطاقة إلى 20 ألف ميغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، و3600 ميغاواط من الطاقة النووية، و2400 ميغاواط من تخزين الضخ بحلول عام 2029، بحسب وزارتي التخطيط والكهرباء.
تخارج حكومي لصالح القطاع الخاص
كشف مصدر مسؤول بالحكومة المصرية، رفض ذكر اسمه، أن مصر تعتزم وقف التعامل بنظام التعاقد المباشر على مشروعات جديدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة حتى عام 2030، واستبداله مستقبلاً بنظام المناقصات، كما تعتزم التخارج من مشروعات الطاقة المتجددة وإفساح المجال أمام القطاع الخاص، وأبرز المشروعات المطروحة هي محطات رياح جبل الزيت والزعفرانة – المملوكة بالكامل لهيئة الطاقة المتجددة.
أبرز اللاعبين في قطاع الطاقة المتجددة بمصر
الإمارات: تعد الإمارات أبرز المستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة بمصر بإجمالي استثمارات تصل إلى 4.5 مليارات دولار بقطاعي الطاقة الشمسية والرياح، بحيث تستثمر شركة "إيميا باور" إحدى شركات مجموعة النويس الإماراتية للاستثمار نحو 2 مليار دولار في مشروع محطة رياح بقدرة 500 ميغاواط بخليج السويس، ومشروع إنتاج كهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميغاواط. وتستثمر شركة "الكازار" الإماراتية 2.5 مليار دولار لتنفيذ محطة هجينة تجمع بين الطاقة الشمسية والرياح لإنتاج كهرباء بقدرات تصل إلى 3.1 جيغاواط بمنطقة الزعفرانة. وتتعاون مصر والإمارات حالياً لتدشين محطة طاقة الرياح بقدرة 10 جيغاواط، والتي ستوفر على مصر بعد اكتمالها 5 مليارات دولار من أكلاف الغاز الطبيعي السنوية، إضافة إلى توفير ما يصل إلى 100 ألف فرصة عمل.
السعودية: وتأتي في المرتبة الثانية السعودية التي نفذت من خلال شركة "أكواباور" محطات طاقة شمسية في المرحلة الثانية لتعريفة التغذية بقدرات إجمالية تبلغ 120 ميغاواط، وكانت من أوائل الشركات التي ربطت قدرات محطاتها على الشبكة الكهربائية المصرية، وتنشئ في الوقت الحالي محطة طاقة شمسية بقدرة 200 ميغاواط في كوم أمبو، ووقعت اتفاقاً مع وزارة الكهرباء المصرية لتنفيذ محطات طاقة رياح بقدرات إجمالية تبلغ 1100 ميغاواط. وتنفذ "أكواباور" حالياً محطات طاقة متجددة لاستخدامها في إنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرات تصل إلى 10 جيغاواط، وحال تنفيذ هذه المشروعات ستكون أكبر شركة خاصة منتجة للطاقة المتجددة في مصر من دون منازع، بحسب .
النرويج: وتتعاون شركة "سكاتك إيه إس إيه" النرويجية مع شركة مصر للألومنيوم لإقامة محطة طاقة شمسية بقدرة 1 جيغاواط لإنتاج الكهرباء للمجمع الصناعي بنجع حمادي. وتنفذ شركة "روس آتوم" الروسية المرحلة الأولى من محطة الضبعة النووية، والتي يبلغ إجمال استثماراتها للمحطات الأربعة 25 مليار دولار.
الصين: استحوذت مجموعة سي تي جي الصينية على محطات طاقة شمسية في منطقة بنبان بمحافظة أسوان مملوكة لشركة "الكازار" الإماراتية، ويصل إجمال قدرات الطاقة الشمسية التي تمتلكها الشركة الى نحو 250 ميغاواط.
مصر: وعلى الصعيد المحلي تعد شركة "إنفنيتي" المصرية أكبر شركة منتجة للطاقة الشمسية في مصر، حيث نفذت محطات طاقة شمسية بقدرات إجمالية تصل إلى 180 ميغاواط، كما تدرس "مجموعة المصريين للصناعة والاستثمار" إطلاق مشروع بقطاع الطاقة المتجددة في مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، باستثمارات تراوح بين 250 و300 مليون دولار، وفق رئيس المجموعة أحمد أبو هشيمة لبلومبيرغ.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية