الإثنين, 4 أغسطس 2025 07:59 PM

مظلوم عبدي يجدد المطالبة بحكم لا مركزي في سوريا وينتقد دمشق: هل تتجه قسد نحو حل سياسي أم تصعيد عسكري؟

مظلوم عبدي يجدد المطالبة بحكم لا مركزي في سوريا وينتقد دمشق: هل تتجه قسد نحو حل سياسي أم تصعيد عسكري؟

في تحول لافت، وبعد إبداء استعداده للدخول في مفاوضات مع الحكومة السورية، عاد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، ليؤكد وجود عقبات تعترض طريق تنفيذ اتفاق آذار الموقع مع دمشق، والذي يهدف إلى دمج قواته في مؤسسات الدولة، مع تجديد مطالبته بتطبيق نظام حكم لا مركزي.

وفي تصريحات أدلى بها لقناة “إنديان إكسبريس الهندية” ونُشرت يوم الجمعة، أوضح عبدي أن اتفاق 10 آذار مع الحكومة السورية يكتسب أهمية خاصة لدمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري، لكنه أشار إلى وجود تحديات تتعلق بترتيبات اللامركزية والحقوق الثقافية والدينية.

كما جدد دعوته إلى إرساء “نظام حكم لامركزي ديمقراطي”، معتبراً أن تحقيق الديمقراطية في المجتمع السوري لا يمكن أن يتم إلا من خلال اللامركزية، وأن هذا النظام كفيل بحماية حقوق جميع مكونات الشعب وصون كرامتهم. وأشار إلى أن تجربة “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا يمكن أن تكون “نموذجاً إيجابياً للحكم في سوريا المستقبلية”.

من جهته، يرى المحلل السياسي السوري الدكتور محمود حمزة، في تصريح لموقع حلب اليوم، أن “قسد مثل نظام الأسد لن تقبل بحل سياسي سلمي وستظل تماطل حتى الآخر، فهناك حشودات واستعدادات عسكرية وحفر للأنفاق تحت الأرض في الحسكة ومناطق أخرى، وهي ترغب بتفجير الوضع عسكريًا”.

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة، أوضح حمزة أنها “بعثت رسالة واضحة لقسد بأن تتجه إلى دمشق، وطبعًا هذا مقابل أن تدعم الحكومة الأمريكية دمشق وتؤيد الرئيس أحمد الشرع، ولكن إلى جانب المحادثات مع الحكومة، تُعد قسد لحرب خطيرة جدًا قد تتسبب بسيل بحر من الدماء.. هؤلاء عصابة سيشعلون الحرب ويهربون إلى قنديل لأنهم لا يختلفون عن الهجري وفلول النظام وسيلاقون مصيرهم”.

وأكد عبدي أن سقوط نظام البعث الدكتاتوري أوجد فراغًا أمنيًا وإداريًا كبيرًا في سوريا، مشدداً على “ضرورة أن يكون الجيش السوري الموحد ذا هوية وطنية ويخدم جميع السوريين بعيدًا عن المصالح الضيقة”.

واتهم الحكومة السورية بالمسؤولية عن النزاعات العرقية والدينية التي شهدتها سوريا، معتبراً أنها “نتيجة للسياسات التي اتبعتها الحكومة حتى الآن”، ومضيفاً أنه “من المهم حماية حقوق جميع الجماعات وإقامة مجالس إقليمية منتخبة لإدارة شؤون المناطق”.

ونفى قائد قوات قسد أن تشكل قواته أي تهديد لأمن تركيا، ودعاها إلى “الاعتراف بحقوق الأكراد كما هو مطلوب في سوريا”، مؤكداً أن “الدعم الدولي للتحالف لا يزال ضرورياً لمواجهة داعش ومنع استغلال الفراغ الأمني”.

وفيما يتعلق بموقف موسكو، يرى الدكتور حمزة، المختص بالشأن الروسي، أن “الروس أيضًا يريدون أن يستخدموا ورقة قسد، وهذا يتضح من انتقال معظم قوات وطائرات وأسلحة روسيا من قاعدة حميميم إلى مطار القامشلي، لكون تلك المناطق ليست تحت سيطرة الدولة الجديدة، ولكن زيارة الشيباني لموسكو أعتقد أنها ستساعد أيضًا في كسب روسيا إلى جانب الدولة الجديدة، وهذا يعني أن تكون هناك تنازلات من الطرفين لتطويع العلاقات”.

وأضاف: “طبعًا لا ننسى أن الروس كانوا دائمًا ينتقدون أمريكا ويتهمونها بأنها تدعم كيانًا انفصاليًا في شرق الفرات، كان ذلك أيام نظام الأسد، الآن من المفروض أن يستمرّوا بنفس النهج وينتقدوا أي محاولات لفرض مخطط أو مشروع انفصال شرق الفرات”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر قسد الشهر الماضي من المماطلة في تنفيذ الاتفاق، مؤكداً أن بلاده لن تقبل بمشروع انفصالي في سوريا.

مشاركة المقال: