الأحد, 5 أكتوبر 2025 10:44 AM

معرض "زفزافة": لورنس أبو حمدان ينقل أصداء الجولان المحتل إلى أوسلو عبر الفن والصوت

معرض "زفزافة": لورنس أبو حمدان ينقل أصداء الجولان المحتل إلى أوسلو عبر الفن والصوت

ينقل الفنان اللبناني البريطاني لورنس أبو حمدان أصوات توربينات الرياح المزمع إنشاؤها في مرتفعات الجولان إلى مدينة أوسلو، وذلك من خلال معرضه الفني الذي يحمل عنوان "زفزافة". هذه الكلمة القديمة تعني الريح العاتية التي تهز كل ما يعترض طريقها.

يقام المعرض في متحف "مانش" النرويجي، ويحمل طابعاً سياسياً بارزاً، حيث يستكشف الفنان من خلاله كيف يمكن للصوت أن يكون احتفاءً بالحياة وفي الوقت نفسه أداة للتهجير والنزوح.

تتمحور الأعمال الفنية المعروضة حول التأثيرات المحتملة لـ 31 توربيناً هوائياً، تخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنشائها، على السكان الأصليين في مرتفعات الجولان.

أوضح أبو حمدان أن "التوربينات تمثل بالنسبة لسكان الجولان فصلاً جديداً من النضال الطويل الذي بدأ مع استيلاء إسرائيل على ثلثي أراضيهم خلال حرب الأيام الستة عام 1967. في المقابل، تدعي شركة 'إنرجكس' للطاقة المتجددة أن التوربينات ستشغل مساحة تقل قليلاً عن ميل واحد".

لكن التحقيق الذي أجراه أبو حمدان يؤكد أن البصمة الصوتية لهذه التوربينات ستكون أكبر بتسعة أضعاف، أي ما يقرب من ربع الأراضي المتبقية لشعب الجولان اليوم. والأكثر من ذلك، فإن بعض التوربينات ستقام على مسافة قريبة جداً من المنازل، تصل إلى 115 قدماً، مما يجعل هذه المساحات غير صالحة للسكن بمجرد تشغيلها.

تمزج أعمال الفنان بين العناصر البصرية والسمعية، حيث تتداخل أصوات توربينات الرياح الشاهقة التي يبلغ ارتفاعها 250 متراً مع أصوات الحياة اليومية وتأثيراتها على المجتمع المحلي. يأخذ المعرض الزائر في جولة استكشافية عبر المناظر الطبيعية، تتخللها أصوات هدير التوربينات الميكانيكية مع تسجيلات لأطفال يلعبون، وأزيز النحل، وتغريد الطيور.

يتضمن المعرض أيضاً فيديو لعازف الساكسفون عمرو مداح، وهو يعزف من شرفة أحد المنازل في المنطقة. تشكل هذه العناصر مجتمعة صورة صوتية لمرتفعات الجولان، تحمل تحذيراً من خطر الضياع، وتشهد على صمود المجتمع.

يتناول المعرض قضايا أساسية تتعلق بالحركة الخضراء وعملية التحول إلى ما يسمى بالطاقة النظيفة. ويكتسب المعرض أهمية خاصة في ظل الاحتجاجات الحالية المناهضة لتوربينات الرياح في النرويج أيضاً.

استخدم أبو حمدان صيغة الفيديو الشائعة على الإنترنت "جولات ألعاب الفيديو" كأداة لتأطير لعبته الخاصة، وهي لعبة تعيد تمثيل مباني وأصوات منطقة الجولان المحتلة، بالإضافة إلى التوربينات المزمع إنشاؤها. هذه اللعبة مفتوحة المصدر ومتاحة على الإنترنت، وتتيح لأي شخص استكشاف المنطقة وتجربة التأثير الصوتي لهذه الهياكل المستقبلية، التي تطغى على أصوات الحياة الثقافية.

قال أبو حمدان خلال تقديمه للعرض في 18 سبتمبر: "حاليًا، تُعدّ 'اللعبة' المكان الوحيد الذي يمكن فيه تشغيل التوربينات ومحاكاة أصواتها. ولكن في المستقبل، قد تكون المكان الوحيد الذي يمكن فيه إطفاؤها وتذكر كيف كانت الحياة في الماضي".

كان صوت الماء هو الأكثر تأثيراً على أبو حمدان، ونظراً لأن الدولة الإسرائيلية صادرت الوصول إلى جميع مصادر المياه، فقد بنى سكان الجولان شبكة مستقلة من الأنابيب والبرك والخزانات والمضخات. "إنه نصر صغير، ولكنه حيوي ضد الاحتلال العسكري"، بحسب أبو حمدان.

وأضاف: "بطريقة ما، فإن الاستماع إلى هذه الأصوات لا يقتصر على الاستماع إلى تلك البيئة، بل يتعلق بالاستماع إلى أعمال المقاومة ضد الاحتلال".

يصف الفنان لورانس أبو حمدان (مواليد 1985) نفسه بأنه "مُنصت خاص"، نيابة عن الأشخاص الذين يتعرضون لهجمات من قبل السلطات، مثل الجنود الإسرائيليين في فلسطين، والشرطة الباريسية، والتعذيب في السجون السورية. عُرضت أعماله في تقارير الطب الشرعي، وفي محاضرات، وعروض حية، وأفلام، ومنشورات، ومعارض حول العالم.

يدير أبو حمدان منظمة "earshot.ngo"، وهو حاصل على جائزة إدوارد مونش للفنون عام 2019. وأجمعت لجنة تحكيم الجائزة على تقديرها لممارسات أبو حمدان الفنية، والتزامه بحقوق الإنسان، وعلى أصالة أعماله وعمق تساؤلاته. (asharq)

مشاركة المقال: