انطلقت فعاليات المعسكر التدريبي "سبارك حمص" في حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بمدينة حمص، بمشاركة واسعة من الشباب ذوي التخصصات العلمية والأدبية المتنوعة. يهدف هذا البرنامج التدريبي المتكامل إلى تحويل الأفكار الريادية إلى مشاريع وشركات ناشئة قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
يُقام المعسكر بالتعاون بين حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات، وجامعة حمص، واتحاد الطلبة، وبشراكة مع منظمة "العمل من أجل الإنسانية" ومبادرة "بذور تك". ومن المقرر أن يستمر حتى الثامن من الشهر الجاري.
يركز البرنامج التدريبي على تزويد المشاركين بالمهارات اللازمة لتطوير نماذج أولية لمنتجاتهم باستخدام أدوات التصميم ثلاثي الأبعاد، بالإضافة إلى التعرف على المتحكمات والمحركات والحساسات. كما يشمل البرنامج التدريب على مهارات تقديم المشاريع، واستكشاف مصادر التمويل والتسويق، وجلسات استشارية قانونية وتوجيهية لدعم الشباب في مسيرتهم نحو ريادة الأعمال.
أكدت المهندسة هالة جحجاح، مديرة الحاضنة، أن المعسكر يهدف إلى نشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب، وخاصةً أولئك الذين لم يسبق لهم التدريب في الحاضنة. وأشارت إلى أن البرنامج يتيح تحويل الأفكار إلى تصاميم قابلة للتنفيذ عبر منصة إنتاج النماذج الأولية.
من جانبه، أوضح عمر حمام، رئيس فرع اتحاد الطلبة بحمص، أن الاتحاد يسعى إلى فتح قنوات تواصل فعالة بين الطلبة والجهات الحكومية، بهدف دعم أصحاب الأفكار المتميزة وتمكينهم من الانتقال من الجانب النظري إلى التطبيق العملي في سوق العمل.
أعرب المدرب سامي مندو، من منظمة "العمل من أجل الإنسانية" وخريج ريادة الأعمال والابتكار من بريطانيا، عن سعادته بنقل خبراته إلى الشباب السوري، مؤكداً أن المعسكر يمثل خطوة أولى ضمن سلسلة من الدعم تشمل الجوانب القانونية والمالية لتحقيق المشاريع الريادية.
شارك عدد من المشاركين تجاربهم في المعسكر، من بينهم مهندس الاتصالات أكرم القريعي، والطالبة إسلام شحادة، وعبد الرحمن زكريا، طالب الاقتصاد. وأشاروا إلى أن البرنامج وفر بيئة محفزة لتبادل الأفكار والحصول على استشارات متخصصة، مما عزز من فرص تطوير مشاريعهم.
التقى رئيس جامعة حمص الدكتور طارق حسام الدين، المشاركين والقائمين على المعسكر، مؤكداً أهمية استثمار طاقات الشباب وتوظيف مهاراتهم في خدمة التنمية الوطنية، ومشيداً بروح المبادرة والتعاون بين الجهات المنظمة.
يُعد معسكر "سبارك حمص" خطوة عملية نحو تمكين الشباب السوري من دخول عالم ريادة الأعمال بمهارات تقنية ومهنية متقدمة، ويجسد نموذجاً للتعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لدعم الابتكار المحلي، ومن المتوقع أن تسفر هذه التجربة عن مشاريع ناشئة تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.