الجمعة, 11 يوليو 2025 02:29 AM

مفاوضات الدوحة: ضغوط أمريكية لإنهاء الحرب على غزة تواجه عقبات

مفاوضات الدوحة: ضغوط أمريكية لإنهاء الحرب على غزة تواجه عقبات

تظهر جولات التفاوض المتكررة في الدوحة أن تقليل الخلافات لا يعني بالضرورة التوصل إلى اتفاق نهائي، رغم التقدم الأخير. التهدئة المنتظرة تعتمد على تعهدات شفهية من الولايات المتحدة لضمان وقف إطلاق النار، لكنها لم تتحول إلى التزامات مكتوبة، مما يجعل الاتفاق هشًا.

يقول مسؤول مصري لـ«الأخبار» إن التهدئة، حتى لو استقرت شكليًا، لن تحدث أثرًا استراتيجيًا ما لم تتحول إلى ضمانات ملموسة ومكتوبة تسمح بالانتقال إلى وقف فعلي ومستدام لإطلاق النار. وتؤكد مصادر مصرية أخرى أن النقاط العالقة تقلصت بشكل كبير، لكنها لم تُحسم نهائيًا، مما يعكس استمرار التباين في ملفات أساسية، مثل ضمانات إنهاء الحرب.

تشير المصادر إلى أن ضغوط الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أسفرت عن بعض التقدم، خاصة في ملفات مثل إيصال المساعدات الإنسانية وآلية توزيعها، والانسحاب التدريجي من بعض النقاط داخل قطاع غزة. لكن إسرائيل لا تزال تماطل في تقديم التزامات واضحة بإنهاء الحرب، مما يبقي المفاوضات في دائرة الغموض.

بدأت تظهر مؤشرات على تباعد بين الرغبة الإسرائيلية والموقف الأميركي – القطري المشترك. وكشفت تقارير عبرية وأميركية عن اجتماع ثلاثي عُقد بين وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال، رون ديرمر، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ومسؤولين قطريين، قبل اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب.

ذكرت «القناة 12» العبرية أن الاجتماع شهد تقدمًا مهمًا في مفاوضات صفقة التبادل، بعد أن رفضت الولايات المتحدة وقطر خرائط الانسحاب التي قدمتها إسرائيل، ما دفع الأخيرة إلى عرض خرائط معدلة تتضمن انسحابات أوسع. وبحسب مراسل موقع «أكسيوس»، باراك رافيد، جاء هذا التقدم بعد اجتماع متوتر حذر خلاله القطريون من انهيار المحادثات، فيما أشار ديرمر إلى القيود السياسية التي يواجهها نتنياهو داخليًا.

نقل مراسل «القناة 13» العبرية عن مصادر في طاقم التفاوض الإسرائيلي أن الحكومة تدرس إمكان تغيير انتشار قواتها على محور موراغ، في إشارة إلى قبول مبدئي بفكرة الانسحاب الجزئي ضمن صفقة أوسع.

أكد مسؤول إسرائيلي مطلع لـ«يديعوت أحرونوت» أن جوهر الخلاف مع حركة «حماس» يتمحور حول حدود انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، في وقت أشارت فيه «القناة 11» إلى أن مفاوضات الدوحة مرشحة للاستمرار حتى الأسبوع المقبل. كما أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» بأن فريق نتنياهو يدرس تمديد إقامته في واشنطن حتى نهاية الأسبوع الجاري، بخلاف ما كان مقررًا. وفي هذا الإطار، تحدثت قناة «كان» العبرية عن احتمال عقد لقاء ثالث بين نتنياهو وترامب، دون تحديد موعد واضح.

تواجه القيادة السياسية في تل أبيب صعوبة بالغة في تقبل الانسحاب من محور موراغ، الذي يفصل جنوب قطاع غزة عن وسطه، ويبقي مدينة رفح معزولة عن خانيونس وباقي مناطق القطاع. ووفق موقع «واللا» العبري، ترى القيادة الإسرائيلية في هذا المحور حاجزًا أساسيًا لمنع تهريب الذخائر والعناصر إلى رفح، بينما تسعى «حماس» لفرض انسحاب كامل من هذه المنطقة بهدف إعادة التموضع داخل المدينة وإحياء شبكة الأنفاق الممتدة إلى سيناء، بحسب المزاعم الإسرائيلية.

تتضمن الخطة الأمنية الإسرائيلية المقترحة إنشاء منطقة إنسانية في رفح لإيواء نحو 600 ألف فلسطيني، إلى جانب إقامة نقاط تفتيش أمنية لمراقبة حركة الفلسطينيين، في محاولة لمنع تهريب الأسلحة وتعقب عناصر من حماس. وتشمل الخطة أيضًا توزيع مساعدات غذائية، وإنشاء ما يسمى منطقة خضراء تزعم تل أبيب أنها ستكون أكثر أمانًا، في مسعى منها لخلق كيان موازٍ لحكم «حماس»، مع تعزيز الانتشار العسكري الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا.

دعا «البيت الأبيض» عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى اجتماع، فيما قالت «القناة 12» إن مصدرًا من داخل «البيت الأبيض» أبلغ العائلات بأن ترامب يريد بشدة إنهاء الحرب على غزة. في المقابل، أشار نتنياهو، في مقابلة مع قناة «فوكس بيزنس» الأميركية، إلى وجود فرصة حقيقية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار يستمر لستين يومًا، مع إمكانية مشاركة الأمم المتحدة في توزيع المساعدات الإنسانية خلال فترة الهدنة، وهو ما كان أحد البنود الخلافية في المفاوضات.

قال رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، من جهته، إن الظروف الحالية ناضجة لعقد صفقة تبادل، مؤكدًا أن الجيش لن يرضخ للأصوات التي تحاول النيل من معنوياته، وأن المعركة ستنتهي فقط بالانتصار. وفي الوقت نفسه، أشار وزير الأمن، يسرائيل كاتس، إلى أن نتنياهو يقود مفاوضات مكثفة في واشنطن للإفراج عن المختطفين، فيما شدد وزير الخارجية، جدعون ساعر، على أن إسرائيل تريد إيصال المساعدات إلى غزة دون أن تصل إلى حماس، لافتًا إلى أن التوصل إلى هدنة مؤقتة قد يمهد الطريق نحو وقف دائم لإطلاق النار.

مشاركة المقال: