الأحد, 27 يوليو 2025 07:17 AM

مقتل أحمد خضور يثير غضباً واسعاً في سوريا: تفاصيل مروعة تروى على فيسبوك

مقتل أحمد خضور يثير غضباً واسعاً في سوريا: تفاصيل مروعة تروى على فيسبوك

تحوّل موقع فيسبوك لدى العديد من السوريين إلى ساحة عزاء إلكترونية بعد حادثة مقتل الشاب "أحمد خضور". تشير المصادر إلى أن "أحمد خضور" لقي حتفه على يد عناصر حاجز "كرتو" في ريف "طرطوس" بسبب رفضه الامتثال لأوامر مهينة.

السيناريست "رامي كوسا" نشر على حسابه في فيسبوك تفاصيل الحادثة نقلاً عن خمسة مصادر، أحدها شاهد عيان. وبحسب هذه المصادر، كان "أحمد" برفقة شقيقه "غطفان" و"زكريا صقور" و"علي" عائدين من مدينة "صافيتا" في سيارة. عند وصولهم إلى الحاجز، طُلب منهم إبراز هوياتهم والترجل من السيارة. وعندما استفسروا عن السبب، قيل لهم من قبل أحد العناصر: "هلأ بتتفاهموا مع الشيخ جوا".

أشار "كوسا" إلى أن العناصر كانوا يتحدثون بلغة غير عربية فيما بينهم. تم اقتياد الشباب الأربعة إلى مستودع مجاور، حيث ظهر شخص في منتصف الثلاثينيات من عمره وسألهم: "مين يلي كفر؟". فأشار العناصر إلى "أحمد".

وفقاً لما ذكره "كوسا"، بدأ الشخص بضرب "أحمد" بعنف، وعندما حاول شقيقه التدخل، تعرض هو الآخر للضرب. وأضاف "كوسا": «طبعاً الكُفر حجة، فالمحادثة مع عناصر الحاجز لم تدم لأكثر من نصف دقيقة».

لاحقاً، أُجبر الشبان الثلاثة على الوقوف ووجوههم إلى الجدار، وتعرضوا للجلد بعنف من قبل عناصر الحاجز. أما "أحمد"، فكان يُضرب على صدره وأضلاعه، وأُجبر على "العواء" (النباح مثل الكلب) وسب دينه. وخلال ذلك، كان الشخص يسأله باستمرار: "ليش كفرت؟"، دون جدوى من صراخ الفتى الذي أقسم مراراً بأنه لم يكفر.

بعد ذلك، اقتيد "أحمد" إلى مستودع آخر، وظل صراخه مسموعاً، بينما كان يُطلب منه "العواء" والتبرؤ من دينه. وأُجبر الشبان الآخرون على النباح خوفاً ورعباً، بحسب "كوسا".

“عم موت.. أنا عم موت”

يضيف "كوسا" أن الشباب الأربعة نُقلوا بعدها إلى ثلاث سيارات، حيث وُضع "أحمد" ورفيقه "علي" في سيارة، و"زكريا" في سيارة، و"غطفان" في سيارة، ونُقلوا إلى مركز الناحية. كانت علامات الاعتداء واضحة عليهم، حيث تعرضوا للضرب على الأقدام والحوض والعنق بأدوات مختلفة، بما في ذلك أسياخ معدنية. في الناحية، عُزل "أحمد" في غرفة منفردة، وكان صراخه يتعالى "عم موت.. أنا عم موت"، ثم انقطعت أخباره.

في تلك الأثناء، اقتيد "أحمد" إلى المستشفى، بينما بقي الثلاثة الآخرون رهن الاحتجاز في سياسية طرطوس، قبل أن يُسمح لهم بالاستحمام وارتداء ملابس جديدة، وهو ما وصفه "كوسا" بأنه "شكل من الاعتذار أو لمحو ما أمكن من آثار الاعتداء".

حين وصل "أحمد" إلى المستشفى كان مايزال حياً، حيث ألقي على بابه وزحف نحو الداخل وهو يكرر: «أنا أحمد زهير خضور من كرتو، بس خلوني أتواصل مع أمي”».

ونقل "كوسا" عن مصدر طبي داخل المستشفى قوله «بأن الشهيد قضى بسبب “ريح منصفية، وسطام تاموري، من شدة الضرب، كانت ضلوعه مكسرة ومتداخلة مع الرئة وأثّرت على جدار القلب، كما أن اثنين من أظافره كانا قد اقتُلِعا». يضيف "كوسا": «جهة رسمية تواصلت مع ابن عم الشهيد، وطُلب منهم أن يُقدّموا شكوى بعد انتهاء العزاء (هاد حجم التواصل الرسمي يلي صار حتى اللحظة، لا أكثر)، السيارة التي كانت مع الشبّان الأربعة، وُجدت، صباح اليوم التالي، محطّمة السقف ومتضررة بصورة محسوسة، اللافت أن مسؤولاً في الناحية، قال إن أحمد لم يكن متهماً في شيء، قبل أن ينهال بالشتائم على عناصر الحاجز الذين تسببوا بالفاجعة».

لم تعلق محافظة طرطوس ولا وزارة الداخلية على الخبر، على الرغم من التفاعل الكبير مع الجريمة، التي حاول البعض تبريرها بأن "أحمد" كان مطلوباً للجهات الأمنية وقاوم عملية اعتقاله. ومع ذلك، فإن مثل هذا الأمر لا يجب أن يتطور إلى جريمة قتل طالما هناك قانون يحاسبه بحال كان مطلوباً ثبتت عليه تهمة ما.

كما تداول ناشطون أخباراً تفيد بتغيير عناصر الحاجز المذكور، وإلقاء القبض عليهم، ومع ذلك لا تأكيدات رسمية أو توضيحات حتى بعد مضي يومين على الجريمة وحتى ساعة إعداد هذا الخبر اليوم السبت عند الساعة العاشرة صباحاً.

وتأتي هذه الحادثة بعد أقل من 3 أسابيع شهدتها بريف جبلة، حين أقدم أحد عناصر الحاجز على قتل الشاب "عامر أمون" في أرضه، وحينها أكدت وزارة الداخلية أنه سيتم معاقبة القاتل أصولاً.

مشاركة المقال: