الأحد, 24 أغسطس 2025 10:13 PM

من الأردن إلى سوريا: رحلة عودة اللاجئين محفوفة بالتحديات

من الأردن إلى سوريا: رحلة عودة اللاجئين محفوفة بالتحديات

اللاجئون السوريون في الأردن: عودة أقرب إلى نزوح عن الوطن الثاني

بعد أكثر من عقد من اللجوء في الأردن، تستعد بشرى وزوجها نضال للعودة إلى سوريا مع أطفالهما التسعة، بعد أن أسسوا حياة مستقرة في عمان. هذه العودة تأتي في ظل ظروف معيشية صعبة وتحديات اقتصادية متزايدة تواجه اللاجئين في الأردن.

بشرى عدنان أبو شفة، البالغة من العمر ثلاثين عاماً، تجلس مع زوجها في شقتهما المتواضعة في عمان، قبل أيام من العودة إلى سوريا بعد لجوء دام 12 عاماً. لجأ الزوجان من ريف حمص عام 2013 بعد فقدان طفلة بسبب الجفاف وظروف الحرب.

على الرغم من تحسن الوضع الأمني في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والرغبة في لم شمل العائلة، يواجه اللاجئون العائدون تحديات كبيرة. يستذكر نضال فقدانه لأقارب بسبب الحرب، ويقول: "عندما راح بشار الأسد كان أحلى شعور بالعالم. لقد مات لنا أقارب هناك، حتى ابنتنا توفيت هناك من الجفاف بعد ولادتها."

شهد كانون الأول/ ديسمبر الماضي زيادة كبيرة في عدد العائدين، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، متجاوزاً إجمالي العائدين في عام 2023 بأكمله. ومع ذلك، يواجه اللاجئون في الأردن صعوبات في الحصول على فرص عمل وتصاريح عمل، بالإضافة إلى تناقص المساعدات الدولية.

يقول نضال: "عندما أتينا إلى الأردن، تشاركنا السكن بداية مع أبي وأمي. عملنا، وساعدتنا الهيئات الإغاثية." لكن البطالة بين اللاجئين السوريين في الأردن بلغت 36%، ونسبة كبيرة منهم لا يحملون تصاريح عمل.

أدى قرار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بتقليص المساعدات الدولية إلى تفاقم الوضع، حيث تراجعت المساعدات المقدمة للمفوضية. ومع نهاية العام الماضي، كان نحو 93% من اللاجئين السوريين في الأردن يعانون من الديون.

ولد أكثر من مليون طفل سوري في بلدان اللجوء، ولم يعرفوا سوريا إلا من خلال ذكريات الأهل. من بين هؤلاء أطفال عائلة أبو شفة، الذين نشأوا في الأردن وكونوا صداقات مع أقرانهم السوريين والأردنيين.

رغم محدودية موارده، يستضيف الأردن عدداً كبيراً من اللاجئين. وتوفر المفوضية وسائل نقل للعائدين و مساعدات مالية لتغطية احتياجاتهم الأساسية في سوريا.

تعتبر بشرى رحلة العودة إلى سوريا بمثابة نزوح جديد عن "وطنهم الثاني"، الأردن. ومع ذلك، فقد حان الوقت للعودة إلى الوطن، على الرغم من التحديات التي تنتظرهم.

بدأت عائلة أبو شفة حياة اللجوء في مخيم الزعتري، قبل أن تستقر في عمان. واليوم، تعود بشرى لتعيش مع أطفالها في غرفة بمنزل عائلتها.

بسبب الحرب، تضرر أو دمر عدد كبير من المنازل في سوريا. كما أدت الحرب إلى ارتفاع معدلات الفقر ونقص الخدمات الأساسية.

يختتم نضال حديثه بالتعبير عن اشتياقه لسوريا، ويتمنى أن يعود وأسرته إلى وطن ما قبل الحرب، وطن ينتمي للمستقبل.

هذه القصة من إنتاج "ويش بوكس ميديا" بالتعاون مع برنامج قريب، الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي (CFI)، وتموله الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD).

مشاركة المقال: