الإثنين, 17 نوفمبر 2025 11:05 PM

من كيلو بطاطا إلى فاتورة باهظة: يوميات زوج حديث في مواجهة غلاء الأسعار

من كيلو بطاطا إلى فاتورة باهظة: يوميات زوج حديث في مواجهة غلاء الأسعار

البداية كانت متواضعة، مجرد كيلو بطاطا بسعر يتراوح بين 9 و 10 آلاف ليرة سورية، مبلغ بسيط يمكن تدبّره، والحياة تبدو جميلة. ولكن، كيف انتهى الأمر بفاتورة تصل إلى 150 ألف ليرة؟

سناك سوري _ متزوج حديثاً

الاتفاق مع زوجتي كان على أن يكون غداء اليوم بطاطا مسلوقة وشوربة، التزاماً بالحمية التي نصحني بها الطبيب، وهي خطة موفّرة وصحية في آن واحد. لا أعرف من أين جاءت فكرة طبخة "محشي كوسا" ليوم الغد، وبما أنها حامل في شهرها التاسع، أصبح من المستحيل رفض أي طلب لوجبة تشتهيها.

فجأة، أُضيف إلى كيلو البطاطا، كيلو سمنة بسعر 34 ألف ليرة، وكيلو رز بـ 10 آلاف، و 2 كيلو كوسا بـ 13 ألف، وكيلو بندورة بـ 6 آلاف، ونصف كيلو لحمة بـ 70 ألف. وهكذا، ارتفع المجموع فجأة إلى حوالي 150 ألف ليرة.

ينظر إليَّ البائع، الذي كان يعرفني أيام العز عندما كنت عازباً أنفق مصروفي على السجائر والنسكافيه والإسبريسو والكولا، مصروف شخصي حقيقي لا يشاركك فيه أحد، ولا تتحول فيه حاجة لك بـ 10 آلاف إلى حاجات بـ 150 ألفاً.

يقول البائع: "صاير عم تشتري طبخة؟ هيك اللي بدو يتزوج". فأنظر إليه متذكراً نصائح متضاربة تعرضت لها مثل كثيرين قبل الزواج، حين كان هناك إعلانان متناقضان: الأول يظهر بصوت إعلاني مشوّق (بدك ترجع ع البيت طبختك جاهزة؟ تيابك مغسولة ومكوية؟ بيتك نضيف؟ ما عليك إلا تتزوج)، ليأتي الإعلان الثاني مباشرة بعده: (بدك حدا يشاركك بجيبتك؟ يحدد مواعيد أكلك ونومك؟ يغيرلك ترتيب حياتك؟ يفتحلك موبايلك ويعرف تفاصيلك؟ أي روح اتزوج روح تصطفل).

تتضارب مشاعرك بين الندم والرضا، تتذكر لحظات السعادة مع الشريكة ولحظات الدفع لوحدك، لحظات الفرح والعرس والأهازيج الجماعية ولحظات الديون وحدك. تتضارب مشاعرك قبل أن يذكرك البائع بالفاتورة: 150 ألف لو سمحت.

مشاركة المقال: