الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 09:39 AM

من مواطن عادي إلى مُنظّر: سوري يتخلى عن بساطته في خضم الأزمات

من مواطن عادي إلى مُنظّر: سوري يتخلى عن بساطته في خضم الأزمات

يستهلّ كاتب المقال حديثه بالقول: "أنا مواطن سوري عادي، وأعرف تماماً أن صفة العادية باتت نادرة وعملة صعبة." ففي بلد يعجّ بالمفكرين والقادة، يصبح العثور على شخص عادي أمراً بالغ الصعوبة.

يصف الكاتب نفسه بأنه مواطن عادي جداً، بل وأقل من العادي، حيث يستهل يومه بالتفكير في أمور حياتية بسيطة مثل وجبة الطعام اليومية وأسعار الخضار المتزايدة وتدبير الموارد المالية المحدودة.

ويؤكد أن ارتفاع سعر كيلو البطاطا إلى 7 آلاف ليرة يؤثر في حياته بشكل أكبر بكثير من الصراعات السياسية المعقدة، وأن سعر اللحمة التي يشتريها بالـ "الأوقية" أهم عنده من النقاشات المطولة حول اللامركزية والفيدرالية.

يضيف الكاتب أنه متصالح مع واقعه ويعرف حجمه الحقيقي، فهو لا يطمح لتغيير الكون أو فعل المعجزات، لكن المشكلة تكمن في أن الكثير من السوريين لم يتصالحوا بعد مع حقيقة أن حجم بلدهم أصغر من مشاكلهم، ويشبه الأمر بطفل يحاكم بتهمة تزوير أوراق رسمية.

ويشير إلى أن سوريا تعج بالأزمات والنظريات والعنتريات، فلكل مواطن نظرية تفوق قدرات ديكارت، ولكل خمسة أشخاص تجمع يعلو صراخه على الحزب الجمهوري الأميركي، فهناك الملايين من الرؤى والثائرين والشهداء والنازحين والمظلومين والظالمين.

ويؤكد الكاتب أنه في بلادنا، لا يهتم أحد بسعر كيلو البطاطا إلا المواطن العادي، فالكل يريد الحديث عن شرعية السلطة ونظرية الحكم ودستورية الانتخابات واتفاقات السلام، متجاهلين لقمة الخبز التي تغير حياة الملايين.

ويختتم الكاتب بالقول إنه بعد عجزه عن الحفاظ على "عاديته"، قرر الانضمام إلى أهل بلده وخوض غمار "التنظير المجاني"، متجاهلاً أنه لا يملك ثمن وجبة طعام، وراح يكتب عن النزعة البونابرتية لدى الحكام العرب، وتأثير الناصرية على المجتمعات الشرق أوسطية في الستينيات، وأسباب انهيار الاتحاد السوفييتي، مقتنعاً بعبارة "إذا جن ربعك عقلك ما يفيدك".

سناك سوري

مشاركة المقال: