الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 10:15 AM

قاعدة أمريكية محتملة في دمشق: نفي رسمي وشائعات حول مطار المزة

قاعدة أمريكية محتملة في دمشق: نفي رسمي وشائعات حول مطار المزة

شبكة أخبار سوريا والعالم/ أثار تقرير نشرته وكالة رويترز مؤخرًا حول احتمال إنشاء قاعدة عسكرية جوية أمريكية في دمشق جدلاً واسعًا وانتقادات، وسط تكهنات حول الموقع والأسباب المحتملة. استند التقرير إلى 6 مصادر وذكر أن الولايات المتحدة تستعد لتعزيز وجودها العسكري في سوريا، مما دفع جهات رسمية إلى نفي الخبر أو التعليق عليه.

تقرير رويترز: تسريبات وتحليلات متضاربة

أشار التقرير، الذي نُشر في 11 نوفمبر 2023، إلى أن الولايات المتحدة تعتزم إنشاء قاعدة جوية في دمشق، ونقل عن مسؤولين أمريكيين طلبهم حذف تفاصيل دقيقة حول الموقع في النسخة النهائية، مما أثار تساؤلات حول الغاية من ذلك. ذكر التقرير أن القاعدة ستكون "عند مدخل المناطق الجنوبية من سوريا"، مما يثير شكوكًا حول إمكانية إقامة قاعدة جوية في مطار المزة العسكري، الواقع جنوب غرب العاصمة دمشق.

بينما أكد البعض أن مطار المزة قد يكون الوجهة المتوقعة، قوبلت هذه التوقعات بانتقادات حادة بسبب سجل المطار في احتجاز المعتقلين خلال سنوات النظام السوري، وقربه من مناطق تعرضت للقصف العنيف خلال سنوات الثورة، مثل داريا والمعضمية.

هل سيكون مطار المزة هو الوجهة؟

رغم التكهنات حول مطار المزة العسكري، يعتقد البعض أن هذا الاحتمال ضعيف لأسباب تتعلق بالسيادة السورية. أشارت بعض التسريبات إلى أن مطار خلخلة في ريف السويداء قد يكون خيارًا أكثر منطقية، حيث يتمتع بمرافق لوجستية أفضل، مما قد يساهم في تعزيز الوجود الأمريكي في جنوب سوريا دون الحاجة إلى الانشغال بقضايا سياسية حساسة.

ورغم وجود مطار بلي في جنوب دمشق كإمكانية أخرى، يشير الخبراء العسكريون إلى أن إنشاء قاعدة جوية متكاملة يحتاج إلى مدارج خاصة ومرافق تتجاوز ما هو متاح في بعض المواقع العسكرية الحالية.

أميركا في قلب سوريا: توجيه رسائل متعددة

إن تعزيز الوجود الأمريكي بالقرب من العاصمة السورية قد يحمل عدة رسائل، أبرزها:

  • إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا، إذ تعد هذه الخطوة محاولة لتقليص التوسع الإيراني في المناطق المحيطة بالعاصمة.
  • رسالة إلى روسيا، مفادها أن واشنطن لا تزال تمتلك القدرة على التأثير في معادلة القوى في سوريا، خصوصًا في ظل التوترات المستمرة بين روسيا وأميركا في المنطقة.

ما الذي يعنيه هذا الوجود على السيادة السورية؟

بينما تنفي وزارة الخارجية السورية هذه الأنباء، واصفة إياها بأنها "مزاعم"، يرى الباحث في الشؤون الأمنية عمار فرهود أن وجود قاعدة أمريكية بالقرب من دمشق قد يؤثر جزئيًا على السيادة السورية، لكن هذا التأثير محدود للغاية بالنظر إلى الظروف السياسية الاستثنائية التي تمر بها سوريا. إذ أن سوريا خرجت من أزمة استمرت أكثر من عقد، وفقدت كثيرًا من سيادتها قبل الانفتاح على الاتفاقات مع واشنطن.

من جانب آخر، يعتقد الباحث مالك الحافظ أن هذا الوجود يمكن أن يكون بمثابة تسوية سياسية جزئية بين الحكومة السورية وواشنطن، ويقول: "وجود قاعدة أميركية قد يسهم في استقرار الوضع الداخلي في سوريا على المدى القصير"، ولكنه يضيف أن التوازن بين السيادة الوطنية والتعاون الدولي سيكون نقطة محورية في المستقبل.

تساؤلات حول نوع الوجود الأميركي: قاعدة جوية أم نقطة لوجستية؟

إن الحديث عن قاعدة جوية يتطلب تجهيزات متكاملة تشمل مدارج طويلة، منظومات دفاع جوي، وأماكن لتخزين الذخائر، وهو ما يشير إلى أن القاعدة المقترحة قد تكون أقرب إلى نقطة لوجستية أو غرفة عمليات تنسيق عسكري، ما يعني أن أميركا قد تكون بصدد إقامة نقطة مراقبة أو منطقة انطلاق للطائرات القادمة من قواعد أخرى مثل قاعدة التنف.

الوجود الأميركي في سوريا: أبعاد سياسية وأمنية

الوجود الأميركي في سوريا، في حال تم تأكيده، يمكن أن يغير بشكل جذري موازين القوى في المنطقة. فبينما يعتقد البعض أن ذلك قد يعزز من التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب، يرى آخرون أن هذا الوجود قد يزيد من التعقيدات الأمنية ويؤدي إلى تصعيد في العلاقة بين دمشق وطهران، خصوصًا إذا شعر الطرف الإيراني أن الوجود الأميركي يهدف إلى تقليص نفوذه في البلاد.

تلفزيون سوريا

مشاركة المقال: