في ركن هادئ من منزلها، بدأت ميساء فزع رحلتها مع إبرة الكروشيه والخيوط، لتصنع أول دمية لابنتها. لم تدرك حينها أن هذه الغرزة الأولى ستكون بداية لحلم كبير، تحول إلى مشروع ملهم يحمل اسم "ماسة"، متخصص في صناعة دمى الأميجرومي.
"ماسة" ليس مجرد دمية، بل هو رسالة محبة من خيوط وحلم، نُسجت بأيدٍ سورية ماهرة، لتخاطب العالم بلغة لا تحتاج إلى ترجمة. إنها قطعة فنية تُصنع بعناية فائقة وصبر، وتحمل في ملامحها شيئًا من روح المصمم والمهدى إليه.
تؤكد فزع أن كل دمية تُصنع يدويًا باستخدام خيوط قطنية عالية الجودة، مع إيلاء اهتمام كبير بالتفاصيل الدقيقة: من تسريحة الشعر إلى تعبيرات الوجه وحتى الملابس، لتظهر وكأنها شخصية حقيقية تعكس روح وشكل من يتلقاها.
ما بدأ كفكرة بسيطة لإثبات الذات، تطور ليصبح منصة لتمكين المرأة اقتصاديًا. يضم المشروع اليوم أكثر من 70 سيدة سورية من مختلف المحافظات، يقمن بإنتاج دمى تحكي كل منها قصة فريدة.
تقول فزع: "في كل غرزة، ساعات من العمل الدؤوب، لكن النتيجة النهائية تستحق العناء."
