أصدرت منظمة الزراعة والتنمية الريفية (SARD) تقييمًا شاملاً للأضرار التي خلفتها الحرائق التي اندلعت في الساحل السوري على مدار الأيام الخمسة الماضية.
أوضحت المنظمة في بيان لها اليوم الاثنين الموافق 7 من تموز، أن الاحتياجات الأكثر إلحاحًا تتضمن توفير المأوى المؤقت، ومياه الشرب النظيفة، والإمدادات الغذائية الطارئة، بالإضافة إلى مستلزمات النظافة والمستلزمات الطبية، والدعم التنفسي، والدعم النفسي والاجتماعي للنازحين.
وبحسب التقييم، فقد تسببت الحرائق في اندلاع النيران في ما لا يقل عن 28 موقعًا، وامتدت على مساحة تتجاوز عشرة آلاف هكتار. وقد تحول ما يقرب من 100 كيلومتر مربع من الأراضي الحرجية إلى رماد، وهو ما يمثل أكثر من 3% من إجمالي الغطاء الحرجي في سوريا.
تأثر بالحرائق حوالي خمسة آلاف شخص، ونزح أكثر من 1120 شخصًا من قرى مثل بيت عيوش، والمزرعة، والصبورة، والبسيط. ويعتبر الأطفال وكبار السن والأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي هم الفئات الأكثر عرضة للخطر نتيجة انتشار الدخان الكثيف إلى مدينة حماة وريف حماة وجنوب إدلب.
كما توقفت محطة "كهرباء البسيط" عن العمل بسبب الأضرار التي لحقت بخطوط الجهد المتوسط نتيجة الحرائق، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل ضخ المياه. وتضررت أيضًا خطوط الكهرباء ومحطات الكهرباء الفرعية، مما زاد من انقطاع التيار. ولا تزال الطرق الرئيسية، بما في ذلك الطريق السريع الدولي إلى تركيا، مغلقة أو متأثرة.
تسببت الحرائق في نفوق عدد من الماشية وتدمير ملاجئ الحيوانات. كما أدى انفجار الذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية المتبقية من الحرب الأهلية في مناطق الحرائق إلى تعريض فرق الإغاثة للخطر وتأخير عمليات الوصول إلى المناطق المتضررة.
انتشر الدخان الكثيف فوق اللاذقية وحماة وجنوب إدلب، وصدرت تحذيرات صحية للفئات الأكثر عرضة للخطر.
وأشار تقرير المنظمة إلى أن الجبال الوعرة والرياح القوية ودرجات الحرارة التي تتجاوز 40 درجة مئوية تجعل عمليات مكافحة الحرائق الجوية والأرضية صعبة وغير متوقعة. كما أن المعدات القديمة المستخدمة في مكافحة الحرائق، وتغطية الاتصالات غير المنتظمة، والطرق الجبلية الضيقة تعيق الاستجابة السريعة والتنسيق الفعال.
ولا تزال الحرائق المندلعة في محافظة اللاذقية غربي سوريا تتوسع منذ أيام، وقد وصلت مساء الأحد 6 من تموز إلى منطقة غابات "الفرنلق" بريف اللاذقية، مما ينذر بتوسعها بشكل أكبر.
وفي 1 من تموز الحالي، أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن سوريا تشهد ارتفاعًا خطيرًا في معدل اندلاع حرائق الغابات والأحراش. وأوضح أن عدد الحرائق بلغ منذ بداية نيسان وحتى نهاية شهر حزيران الماضي 3579 حريقًا، توزعت على 12 محافظة، مما يهدد مستقبل التوازن البيئي للأجيال القادمة. وأضاف أن سوريا واجهت منذ بداية شهر نيسان وحتى نهاية شهر حزيران الماضي واحدة من أكثر موجات الحرائق الحراجية والزراعية اتساعًا وخطورة.