الثلاثاء, 1 يوليو 2025 10:27 AM

ميتا تنفق المليارات على الذكاء الاصطناعي: هل تنجح استراتيجية زاكربرغ الطموحة؟

ميتا تنفق المليارات على الذكاء الاصطناعي: هل تنجح استراتيجية زاكربرغ الطموحة؟

في محاولة للعودة بقوة إلى المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، يضخ مارك زاكربرغ مليارات الدولارات لتوسيع فريق "ميتا" المتخصص، إلا أن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول مدى فعاليتها.

ففي منتصف يونيو، استحوذت "ميتا" على حصة 49% في شركة "سكيل إيه آي" مقابل أكثر من 14 مليار دولار، وهي شركة متخصصة في استخراج البيانات الضرورية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن المجموعة التي تتخذ من مينلو بارك في كاليفورنيا مقراً لها، تواصلت مع إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك لشركة "أوبن إيه آي"، بالإضافة إلى شركة "بيربلكسيتي إيه آي" المنافسة لغوغل، ومنصة الفيديو الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي "رانواي".

وكشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، أن "ميتا" عرضت مكافآت فردية تتجاوز 100 مليون دولار لعدد كبير من موظفي "أوبن إيه آي"، بالإضافة إلى رواتب سنوية مماثلة، مقابل انضمامهم إلى الشركة.

وقد وافق أربعة منهم على هذا العرض، وكذلك ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "سكيل إيه آي".

وتشير تقارير إعلامية إلى أن زاكربرغ قاد هذه الحملة بنفسه، بسبب قلقه من تأخر "ميتا" في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم الاستثمارات الضخمة التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات.

وقد جاءت نتائج "لاما 4"، أحدث نماذج "ميتا" الرئيسية للذكاء الاصطناعي، مخيبة للآمال بعد إطلاقه في أوائل أبريل.

ويحتل هذا النموذج مرتبة متأخرة خلف الشركات الأمريكية والصينية والفرنسية العملاقة في تصنيف منصة التقييم المستقلة "ال ام ارينا" LMArena للبرمجة، وحتى خلف سلفه "لاما 3" على صعيد واجهة النص.

تهدف "ميتا" إلى دمج الموظفين الجدد في فريق متخصص لتطوير "الذكاء الخارق"، وهو الذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز القدرات البشرية.

ويرى المدون زفي موشوفيتز أن "ميتا" ستنجح في جذب المواهب، لكنه يعتبر أن هذا الجانب من الارتزاق يمثل مشكلة كبيرة، خاصة وأن العمل في "هذه الشركة وهذه المنتجات" لا يجذب إلا مقابل رواتب مرتفعة للغاية. ويضيف: "لذا، لا أتوقع أن تنجح ميتا في الهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي".

وفي وول ستريت، بدأت أجواء القلق تظهر رغم اقتراب سعر السهم من أعلى مستوياته التاريخية وبلوغ قيمة الشركة في السوق تريليوني دولار.

ويوضح تيد مورتونسون، المحلل في "بيرد"، أن المستثمرين المؤسسيين يهتمون بالسيولة والإدارة الجيدة لرأس المال، مضيفاً أنه لا توجد قوة معادلة لمارك زاكربرغ في الوقت الحالي.

ويقول إن المساهمين يحتفظون بالأسهم بسبب إعلانات الذكاء الاصطناعي، التي تتمتع فيها "ميتا" بمكانة ممتازة، لكنهم قلقون أيضاً من رؤية هذه النفقات غير المضبوطة.

وخلال مقابلة مع بودكاست "ستراتشري"، أوضح مارك زاكربرغ أن مجموعته تخطط لاستبدال وكالات التسويق والإعلان بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتقديم حل جاهز للمعلنين قريباً، وبالتالي إيجاد مصدر دخل جديد.

ويثق أنجيلو زينو، المحلل في "سي اف ار ايه" CFRA، بالأفق طويل الأجل، قائلاً إن ذلك لا يغير من إمكانات الربحية على المدى القصير، لأنه ستوجد المزيد من الفرص والطرق لتحقيق الربح من الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال الإعلانات أو الأجهزة المتصلة، أو حتى +لاما+.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مارك زاكربرغ يفكر في التوقف عن جعل "لاما" منصة الذكاء الاصطناعي الرائدة لشركة "ميتا"، حتى لو استلزم ذلك استخدام نماذج منافسة.

ويشير محمد كانياز، الأستاذ في جامعة ولاية بنسلفانيا، إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يدخل حالياً مرحلة جديدة عمادها الوكلاء الرقميون، وهي نماذج أصغر حجماً قادرة على أداء العديد من المهام بشكل مستقل.

ويقول إن "ميتا" قادرة على الازدهار حتى من دون النماذج الأكثر تقدماً، إذا كانت تلبي احتياجات سوق محددة، مثل الإعلانات.

أما بالنسبة لـ"الذكاء الخارق"، فيتوقع أنجيلو زينو أنه سيتعين علينا الانتظار من ثلاث إلى خمس سنوات على الأقل، لكن يجب توظيف هؤلاء الأشخاص والاستثمار بكثافة لتوفير الجاهزية عند الانتقال إلى تلك المرحلة.

مشاركة المقال: