السبت, 14 يونيو 2025 06:22 PM

ناجية من مجزرة غراتس تروي تفاصيل الرعب: 'حتى رجال الشرطة ذرفوا الدموع'

ناجية من مجزرة غراتس تروي تفاصيل الرعب: 'حتى رجال الشرطة ذرفوا الدموع'

في مشهد مؤثر هزّ النمسا، وقفت الطالبة "فاتلومي" (17 عامًا) أمام حشد من الحضور في قاعة بلدية غراتس، لتروي تفاصيل 17 دقيقة كانت الأكثر رعبًا في حياتها، خلال الهجوم المسلح الذي أودى بحياة 10 أشخاص، بينهم طلاب ومعلمون، وأصاب آخرين بجروح خطيرة.

فان دير بيلين (81 عامًا) وعمدة غراتس إلكه كاهر، ألقت الطالبة كلمة مؤثرة خلال حفل تأبيني رسمي، لتصف لحظة إطلاق النار داخل مدرستها، BORG-Gymnasium، قائلة: "في البداية ظننت أن الصوت ناتج عن أعمال بناء قريبة. لكن زميلي صرخ: إنها طلقات!" وتابعت: "عرفنا أننا في خطر. بعض الطلاب قفزوا من النوافذ، وآخرون فرّوا عبر المدخل الرئيسي. كنا نركض من أجل حياتنا."

مع تصاعد الفوضى، حاولت فتلومي حماية الطلاب الأصغر سنًا: "هربت معهم إلى سوبر ماركت قريب. شعرت بالأمان للحظة، لكن تفكيري كان مع من تركناهم خلفنا." تم لاحقًا نقل الناجين إلى صالة رياضية قريبة تحوّلت إلى مركز إخلاء، وهناك، كما تقول فاتلومي، كانت المشاهد مفجعة: "رأيت الذعر والدموع والخوف في كل وجه. ولن أنسى ما حييت: حتى رجال الشرطة كانوا يبكون."

وفي حديثها عن الأهالي الذين كانوا ينتظرون أخبار أبنائهم، قالت: "رأيت آباء وأمهات يقفون بالخارج، يترقبون أي خبر. بعضهم عاد إلى بيته حاملاً ابنه، والبعض الآخر… لم يعد معه أحد. أنا أحمل هذا الحزن معي الآن." ثم اختتمت كلمتها بنداء شجاع، صاغته من الألم والأمل: "لن نسمح لهذا اليوم أن يفرقنا. لقد أراد أن ينشر الخوف، لكنه سيجد فينا الحب والتكاتف والأمل. أراد أن ننهار، لكننا سنقف معًا. أراد أن يزرع الكراهية، وسنزرع نحن الإنسانية."

كما وجّهت الشكر لفرق الإنقاذ والشرطة قائلة: "كنتم شجعانًا، سريعو الاستجابة، وضحيتم بأنفسكم من أجلنا. لن ننسى ذلك." طلاب آخرون تحدّثوا أيضًا عن الرعب الذي عاشوه داخل الصفوف. بعضهم احتمى خلف الأبواب المغلقة، وآخرون لم ينجوا. استغرقت الشرطة نحو 15 دقيقة للوصول، لكنها بدت كما لو أنها دهر كامل. إحدى الطالبات ختمت حديثها قائلة: "لا نعلم كيف سنتمكن من العودة إلى المدرسة."

أما فاتلومي، فكان صوتها هو الأمل: "لا مكان للكراهية هنا. لا في مدرستنا، ولا في مدينتنا، ولا في قلوبنا."

مشاركة المقال: