السبت, 23 أغسطس 2025 03:42 PM

نتنياهو ونزع سلاح المقاومة: هل يمهد الطريق لـ "إسرائيل الكبرى"؟

نتنياهو ونزع سلاح المقاومة: هل يمهد الطريق لـ "إسرائيل الكبرى"؟

يرى العديد من المراقبين تزامنًا واضحًا بين الضغوط الأمريكية المتزايدة لتجريد المقاومة في قطاع غزة ولبنان من سلاحها، وبين مساعي القادة الصهاينة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى" التوسعي في الأراضي العربية.

إنّ مشروع "إسرائيل الكبرى"، أو ما يُعرف بـ "أرض إسرائيل الكاملة"، هو مصطلح جيوسياسي وديني وسياسي يستند إلى تفسيرات توراتية لحدود "أرض الميعاد" المزعومة، والتي تشمل مناطق واسعة تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في سورية. ووفقًا لبعض التفسيرات، يشمل المشروع فلسطين التاريخية، لبنان، سورية، الأردن، أجزاء من العراق، السعودية، مصر، وحتى الكويت والإمارات، وجنوب تركيا.

يعتبر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أبرز المؤمنين بهذا المشروع والساعين إلى تحقيقه. وتُعتبر تصريحاته وخطواته، مثل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والتحالف مع اليمين المتطرف، جزءًا من رؤية استراتيجية لتحقيق هذا الحلم الصهيوني، الذي تحدث عنه بوضوح في كتابه "مكان تحت الشمس".

يرى نتنياهو والإدارة الأميركية أن العقبة الرئيسية أمام تحقيق حلمه بـ "إسرائيل الكبرى" تكمن في وجود المقاومة المسلحة في لبنان وقطاع غزة. لذلك، يعتبر العمل على نزع سلاح المقاومة في غزة ولبنان هدفًا أساسيًا، بعد تحقيق هدف إسقاط الدولة الوطنية السورية.

يعتقد نتنياهو أن نزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية في غزة يمثل هدفًا معلنًا لـ "إسرائيل" للقضاء على أي قوة عسكرية تهدد "التفوق الأمني" الإسرائيلي. ويرى أن هذا يمهد الطريق لفرض سيطرة كاملة على القطاع وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية التي فككها ارييل شارون عام 2005، ودمج القطاع في الرؤية المستقبلية للمنطقة. لذا، يربط نتنياهو موافقته على أي اتفاق لوقف الحرب بالموافقة على نزع سلاح المقاومة وخروج قيادات المقاومة من قطاع غزة.

كما يرى نتنياهو أن وجود حزب الله المقاوم في لبنان وسلاحه يشكل تهديدًا استراتيجيًا يمنع "إسرائيل" من التوسع شمالاً أو فرض نفوذها. لذلك، يعتبر أن الهدف من الضغوط الإسرائيلية الأميركية لنزع سلاح المقاومة هو إزالة العائق الأكبر أمام تحقيق "أحزمة أمنية في عمق" لبنان، تمهيدًا لتوسع لاحق في إطار تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى".

إلا أن تحقيق نتنياهو لمشروع "إسرائيل الكبرى" يواجه العديد من التحديات والعقبات، منها:

  • صمود المقاومة المسلحة في غزة ولبنان.
  • الموقف العربي والدولي الرافض للتوسع وضم الأراضي بالقوة.
  • الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو من المعارضة والحراك الشعبي.
  • الواقع على الأرض الذي يثبت صعوبة تحقيق هذا الحلم في ظل استمرار الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.

باختصار، يعتبر سعي نتنياهو لنزع سلاح المقاومة في غزة ولبنان جزءًا لا يتجزأ من مخططه التوسعي لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى". ومع ذلك، فإن نجاحه في تحقيق هذا الحلم ليس مضمونًا بسبب صمود المقاومة، والرفض العربي والدولي، والضغوط الداخلية التي يواجهها، على خلفية فشله في إنهاء وجود المقاومة المسلحة في غزة ولبنان.

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب حسن حردان)

مشاركة المقال: