الإثنين, 20 أكتوبر 2025 04:43 PM

نتنياهو يتبنى استراتيجية "لبننة" لوقف إطلاق النار في غزة: مصير معبر رفح والمرحلة الثانية رهن بالشروط الإسرائيلية

نتنياهو يتبنى استراتيجية "لبننة" لوقف إطلاق النار في غزة: مصير معبر رفح والمرحلة الثانية رهن بالشروط الإسرائيلية

يتبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفسيراً خاصاً لتطبيق الخطة الأميركية، وهو تفسير مشابه لما اتبعه في اتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان منذ نوفمبر 2024. يسمح هذا التفسير لإسرائيل بالتدخل عسكرياً بحجة أن الطرف الآخر ينتهك الاتفاق.

وبناءً على ذلك، انتهكت إسرائيل اتفاق وقف النار في غزة أكثر من 47 مرة منذ سريانه، مما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين، بما في ذلك عائلة بأكملها، بدعوى تجاوز مركبتهم "الخط الأصفر". يحتل الجيش الإسرائيلي حالياً 53% من قطاع غزة، مما ينذر بتحويله إلى حدود دائمة!

وقد حسم نتنياهو موقفه بشأن معبر رفح بين غزة ومصر، حيث سيظل المعبر مغلقاً حتى تستعيد حركة "حماس" ما تبقى من جثث الأسرى الإسرائيليين الـ 28. كانت الحركة قد استعادت حتى ليل السبت-الأحد 12 جثة، بينما يستمر البحث عن البقية في ظروف معقدة للغاية بسبب وجودها تحت أنقاض مبان مدمرة بالكامل. ترفض إسرائيل السماح لفريق تركي متخصص في البحث عن الجثث بالعبور من الجانب المصري من معبر رفح إلى الجانب الفلسطيني للمساعدة في تسريع عملية البحث. تركيا هي إحدى الدول "الضامنة" لوثيقة وقف الحرب إلى جانب قطر ومصر والولايات المتحدة.

وعاد نتنياهو مجدداً، عند إعلانه ترشحه للانتخابات في عام 2026، ليؤكد أن الحرب لن تنتهي قبل تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، التي تنص على تسليم "حماس" سلاحها وتنازلها عن الحكم. هذا الإعلان، بالإضافة إلى كونه عنصراً دعائياً للاحتفاظ بالتحالف مع اليمين المتطرف، يشير أيضاً إلى نية لعرقلة مسار الخطة بذرائع مختلفة.

ولا تتأخر واشنطن في تقديم المبررات التي تعزز مزاعم نتنياهو بانتهاك "حماس" لاتفاق وقف النار. على سبيل المثال، صدر بيان وزارة الخارجية الأميركية ليل السبت، الذي تحدث عن تحضير الحركة "حملة وشيكة ضد سكان غزة"، وهو ما يعتبر خرقاً للاتفاق. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشاد بحملة "حماس" ضد العصابات، ثم عاد ليحذرها "من قتل الناس".

تؤكد مجريات الأحداث والمواقف منذ سريان وقف النار في 10 أكتوبر الجاري صحة التوقعات بأن تنفيذ الخطة الأميركية المؤلفة من 20 بنداً لن يمضي بسلاسة، وأن العقبات أكثر من أن تحصى.

وتداركاً للعراقيل الكامنة، من المقرر، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، أن يصل نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف إلى إسرائيل اليوم، لمتابعة تنفيذ الخطة الأميركية والعمل على تحصين وقف النار، الذي يعتبره ترامب أحد أهم إنجازاته في السياسة الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل 9 أشهر، ويأمل في أن يكون الأساس للانطلاق نحو إبرام اتفاقات سلام جديدة بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية.

المشكلة هي أن واشنطن تقبل التفسير الإسرائيلي لوقف النار، مما يجعله بمثابة هدنة هشة لا أكثر ولا أقل، تتيح لها العمل بحرية وقت تشاء، وتوفر لها تكريس أمر واقع يقوم على دوام احتلالها لأكثر من نصف القطاع. لكن هذا يهدد بالعودة إلى المربع الأول ويجعل التوقعات بـ "فجر تاريخي" في الشرق الأوسط أملاً زائفاً مرة أخرى.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: