الخميس, 4 ديسمبر 2025 01:07 AM

نتنياهو يثير الجدل بتصريحات حول اجتماع الناقورة: هل يلوح تعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان؟

نتنياهو يثير الجدل بتصريحات حول اجتماع الناقورة: هل يلوح تعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان؟

زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، أن حكومته اتفقت خلال اجتماع الناقورة، جنوبي لبنان، على "بلورة أفكار للتعاون الاقتصادي"، وذلك على الرغم من نفي بيروت "الدخول في مفاوضات سلام مع تل أبيب".

ويعد هذا التصريح الثاني لنتنياهو الأربعاء، والذي يصف فيه مشاركة شخصية مدنية لبنانية لأول مرة في اجتماعات تقنية عسكرية بمنطقة الناقورة لمتابعة وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، بأنه "محاولة أولية لإرساء أسس علاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان".

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن نتنياهو، في بيان لمكتبه، أنه أوعز "إلى القائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي بإرسال ممثل عنه لحضور اجتماع مع جهات حكومية واقتصادية في لبنان". وادعى أن "هذه محاولة أولية لإرساء أسس علاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان".

من جانبها، وصفت القناة "12" العبرية البيان بأنه "غير عادي". بينما أفاد مراسل الأناضول في بيروت، بأن البيان الإسرائيلي كان يشير إلى اجتماع اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار الذي انعقد ببلدة الناقورة جنوبي لبنان، الأربعاء.

وبعد تصريحات نتنياهو، أشار رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في إفادات لقناة "الجزيرة" القطرية إلى استعداد بلاده لخوض مفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن خطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق إلى اللجنة تحظى بـ"مظلة وطنية" وتتمتع بـ"حصانة سياسية".

ومحاولا وضع الخطوة في سياقها، قال سلام، إن نتنياهو ذهب بعيدًا في توصيفه لهذه الخطوة، موضحًا أن لبنان ليس بصدد الدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل، وأن أي تطبيع سيكون مرتبطًا بعملية السلام.

وقال نتنياهو، في بيان ثانٍ أن "نائب رئيس قسم السياسات الخارجية في مجلس الأمن القومي (أوري رزنيك) عقد صباح اليوم (الأربعاء) اجتماعًا في الناقورة بجنوب لبنان مع مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون لبنان مورغان أورتاغوس، ومع ممثلين مدنيين لبنانيين ذوي صلة (لم يحدد هويتهم)".

وأشار إلى أن الاجتماع عُقد بتوجيه منه و"كجزء من الحوار الأمني الجاري بين الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان". وادعى نتنياهو، أن "الاجتماع عُقد بأجواء إيجابية، وتقرر بلورة أفكار لتعزيز إمكانية التعاون الاقتصادي بين الجانبين". وتابع: "أوضحت إسرائيل أن نزع سلاح حزب الله مطلوب بغضّ النظر عن التقدم في موضوع التعاون الاقتصادي".

ولم يصدر على الفور تعقيب لبناني على تصريحات نتنياهو الجديدة. وعلى وقع ضغوط أمريكية إسرائيلية، قررت الحكومة اللبنانية في أغسطس/آب الماضي، تجريد "حزب الله" من سلاحه، ووضع الجيش خطة من 5 مراحل لسحب السلاح.

لكن الحزب سارع إلى رفض الخطة، ووصف القرار بأنه "خطيئة"، وشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية. وتأتي تصريحات نتنياهو بعد ساعات من إعلان هيئة البث العبرية الرسمية أن إسرائيل "تستعد لتصعيد عسكري" لمواجهة احتمال تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان على خلفية ما وصفته بـ" تعاظم قدرات حزب الله"، وفق ادعائها.

وصباح الأربعاء، أعلنت الرئاسة اللبنانية تكليف السفير السابق سيمون كرم برئاسة وفد البلاد في اجتماعات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وأوضحت أن قرار التكليف صدر من الرئيس جوزاف عون "بعد الاطلاع من الجانب الأمريكي على موافقة الطرف الإسرائيلي ضمّ عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة".

وأفادت بأنه تم إبلاغ الجهات المعنية بالتكليف، ليترأس كرم وفد لبنان في اجتماع اللجنة ببلدة الناقورة الأربعاء. وأُنشئت "اللجنة التقنية العسكرية للبنان" بموجب "إعلان وقف الأعمال العدائية بين البلدين في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

وتضم اللجنة كلا من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة بجنوبي لبنان (يونيفيل). ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، ارتكبت الأخيرة آلاف الخروقات، ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.

وكان يُفترص أن ينهي الاتفاق عدوانا شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/ أيلول 2024، خلفُت أكثر من 4 آلاف شهيد وما يزيد على 17 ألف جريح. وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

وتعليقا على أنباء من إسرائيل بإصابة 5 من جنودها خلال اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين برفح جنوبي قطاع غزة، هدد نتنياهو بتصعيد الهجمات على غزة ردا على الحادث برفح. وادعى نتنياهو، في ذات البيان، أن "حركة حماس تواصل انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وارتكاب أعمال إرهابية ضد قواتنا" وفق تعبيره.

ومضى مهددا: "سياستنا واضحة: إسرائيل لن تتسامح مع أي مساس بجنود جيشها، وسترد عليه بما يتناسب مع ذلك". ولم يصدر على الفور تعليق من الفصائل الفلسطينية على الحادثة أو تصريحات نتنياهو.

وفي وقت سابق من مساء الأربعاء، تحدثت إسرائيل عن إصابة 5 من عساكرها أحدهم بـ"جراح خطيرة"، خلال اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين قالت إنهم "خرجوا من نفق برفح". ويأتي ذلك، وسط محاولة مصر وقطر وتركيا، إضافة إلى الولايات المتحدة، وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار (دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) التوصل إلى تسوية لخروج عشرات المقاتلين من حركة حماس من أنفاق رفح إلى مناطق لا يحتلها الجيش الإسرائيلي.

ومنذ أيام، تقول وسائل إعلام عبرية إن نحو 200 من مقاتلي "حماس" عالقين في نفق برفح، ولم تستجب تل أبيب بعد لمطالب الحركة والوسطاء بالسماح لهم بمرور آمن إلى مناطق سيطرة الحركة في القطاع.

مشاركة المقال: