الخميس, 9 أكتوبر 2025 05:18 AM

ندوة في دمشق تستعرض ذاكرة كفرسوسة: من الثورة إلى النصر

ندوة في دمشق تستعرض ذاكرة كفرسوسة: من الثورة إلى النصر

أقام المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، برعاية مديرية الثقافة في دمشق، ندوة ثقافية بعنوان (كفرسوسة.. من بداية الثورة وحتى النصر)، وذلك في أجواء استحضرت ذكريات الصمود والتضحيات التي شهدتها الثورة السورية.

الندوة، التي تأتي ضمن سلسلة ندوات ذاكرة ثورة دمشق، استعرضت أبرز المحطات السياسية والميدانية والإعلامية التي مرت بها منطقة كفرسوسة منذ بداية الثورة السورية وحتى تحقيق النصر ومعركة ردع العدوان وتحرير سوريا.

افتتح رئيس المركز الثقافي، عمار بقلة، الندوة بالتأكيد على أهمية هذه الندوات في توثيق الأحداث، وحفظ التفاصيل من الضياع، ومواجهة الروايات المضللة التي تسعى لتشويه الحقائق.

وتناول أحد أبناء منطقة كفرسوسة بداية المظاهرات في المنطقة، وكيف واجهتها ميليشيات وقوات النظام البائد بإطلاق النار، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص بينهم طفل، وهو ما ترك أثراً كبيراً لدى الأهالي. كما أشار إلى أن الاعتداء على الشيخ اسامة الرفاعي في جامع الرفاعي عام ٢٠١١ كان دليلاً واضحاً على الظلم والاستبداد وغطرسة النظام البائد، وأن هذه الأحداث أدت إلى تشكيل مجموعات لحماية المظاهرات وتأمين المشاركين والحفاظ على سلميتها.

من جانبه، تحدث الشيخ عدنان البارد، عضو مؤسسة ساند الخيرية وخطيب جامع أبو بكر الصديق، عن التحول التدريجي للثورة في كفرسوسة إلى العمل المسلح، موضحاً أنه مع تصاعد القمع الأسدي، ظهرت الحاجة إلى تنظيم الجهود العسكرية، وفي الشهر الثالث من عام 2012 تم الإعلان عن تشكيل عسكري في كفرسوسة، مما ساهم في مقاومة أكثر تنظيماً في وجه الحملات العسكرية للنظام البائد.

كما تطرق إلى الاجتماعات التي كانت تعقد في بساتين كفرسوسة، والتي اتخذت من جبل قاسيون خلفية رمزية وإعلامية، في ظل الحرب الإعلامية الشرسة التي شنها النظام البائد لتشويه صورة الحراك.

وخصص الشيخ خالد محمود نور الدين مداخلته للحديث عن مرحلة المعارك الكبرى والحصار، مبيناً أن النظام لجأ إلى القصف العنيف بالبراميل المتفجرة والطيران، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الطبية والغذائية، ودفع الثوار إلى الانسحاب التكتيكي من بعض المواقع، لكنهم استمروا في الصمود حتى تحرير سوريا، مستعرضاً قصصاً إنسانية وشهادات من قلب المعارك.

وفي ختام الندوة، أكد الحضور، بمن فيهم ثوار وأبطال شاركوا في المعارك وذوي الشهداء والمفقودين، أن تجربة كفرسوسة شكلت نموذجاً فريداً في إدارة النضال السلمي والعسكري، وأن الندوة ليست مجرد استعادة لأحداث مضت، بل قراءة للذاكرة والسرد الميداني، والتي تأتي في سياق سرديات الثورة السورية العظيمة.

مشاركة المقال: