الخميس, 18 سبتمبر 2025 10:42 AM

هانوفر: كيف أصبحت المدينة الألمانية مركزًا نابضًا بالحياة للجالية السودانية؟

هانوفر: كيف أصبحت المدينة الألمانية مركزًا نابضًا بالحياة للجالية السودانية؟

على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية دقيقة حول عدد السودانيين المقيمين في هانوفر أو ولاية ساكسونيا السفلى، إلا أن الزائر للمدينة يلاحظ الوجود السوداني القوي في مختلف جوانب الحياة اليومية. يتجلى هذا الاندماج الفعال في التواجد في الأماكن العامة والأسواق والمتاجر، مما يجعل هانوفر مركزًا رئيسيًا للجالية السودانية في ألمانيا.

في سبعينيات القرن الماضي، شهد التعاون التنموي بين ألمانيا الغربية والسودان تحولًا كبيرًا، خاصة بعد تولي الرئيس جعفر النميري السلطة. دعمت ألمانيا مشاريع استراتيجية في السودان، مثل تطوير شبكة السكك الحديدية وتمويل مشاريع معالجة الغاز وإنتاج الكهرباء. لعبت الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ)، التي تأسست عام 1975، دورًا هامًا في دعم برامج الصحة العامة والتدريب المهني والزراعة ورعاية اللاجئين. ساهم هذا التعاون في تعزيز التنمية والعلاقات الثنائية رغم التحديات السياسية والاقتصادية.

منى السماني، صاحبة متجر “بنت بلدي” في هانوفر، تنتمي إلى عائلة سودانية مقيمة في ألمانيا منذ أكثر من عشرين عامًا. صرحت لـDW بأن هانوفر تستقبل عددًا كبيرًا من السودانيين وتعتبر من أهم المدن التي تستقبل اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، حيث يوجد بها أكبر معسكرات الاستقبال الأولي. وأضافت أن السودانيين من مناطق أخرى يأتون إلى هانوفر بعد إكمال أوراق لجوئهم.

عابدين عبد الواحد، المقيم في هانوفر منذ عام 1993، أكد لـDW أن هانوفر وجهة مفضلة للسودانيين في ألمانيا، ليس فقط بسبب معسكرات استقبال اللاجئين، ولكن أيضًا لتوفر فرص العمل ومعاهد التدريب المهني. وأشار إلى أن المشاريع التنموية الألمانية في السودان كانت دافعًا له لاختيار هانوفر للاستقرار.

يشهد عدد السودانيين في أوروبا تزايدًا ملحوظًا، ويأتي هذا الانتشار نتيجة للهجرة لأسباب اقتصادية وسياسية وإنسانية، خاصة بعد استمرار الحروب في دارفور وكردفان.

معاوية محمد النور العبيد، من جمعية التعاون الألماني، ذكر لـDW أن المشاريع الاقتصادية بين ألمانيا والخرطوم في سبعينيات القرن الماضي تركت بصمة في الشراكات الاقتصادية الإستراتيجية، ولكنها توقفت في بداية التسعينيات. وأضاف أن فائض الميزانيات كان يُحوّل مباشرة إلى الولاية السودانية الشريكة، مما انعكس إيجابًا على البنية التحتية والمواصلات والتدريب المهني والتعليم العالي.

بدأ التعاون بين السودان وألمانيا في مجال التدريب المهني، حيث ساهمت الحكومة الألمانية عبر مؤسساتها التنموية، وعلى رأسها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، في دعم هذا القطاع من خلال إنشاء مراكز تدريب وتطوير المناهج وتدريب الكوادر المحلية.

الشباب السوداني في هانوفر يمثلون قلب الجالية النابض، ويساهمون في المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب المهني وسوق العمل. وقد أسسوا مبادرات ثقافية واجتماعية لتعزيز الهوية السودانية والتفاعل الإيجابي مع المجتمع الألماني.

ريان معاوية، خريجة القانون وعضو في مبادرة “السودانيين في ألمانيا”، أوضحت أن هدفهم هو بناء جسور التواصل بين الشباب السوداني في ألمانيا وتنظيم فعاليات تعبّر عن صوتهم وتعريف الشعب الألماني بالثقافة والتراث السوداني والأوضاع التي يمر بها السودان.

منى السماني، مؤسسة متجر “بنت بلدي”، أكدت أنها أنشأت المتجر لنشر الثقافة السودانية والتعريف بالحضارة السودانية، مشيرة إلى أن المتجر أصبح وجهة للعديد من الزوار من مختلف الجنسيات.

مع هذا التواجد الكبير للسودانيين في هانوفر، هل تتحول المدينة إلى مختبر حي للتعايش؟ (DW)

مشاركة المقال: