الأحد, 20 أبريل 2025 02:49 AM

هل أصاب طه حسين؟: السلطة والثقافة العربية بين التلقين والحاجة إلى الحلم

هل أصاب طه حسين؟: السلطة والثقافة العربية بين التلقين والحاجة إلى الحلم

سمير حماد

هل أصاب طه حسين حين قال: (إن استقلالاً لاحداثة فيه, هو وبال على الأمة, والاستعمار أفضل منه.) إلى أي حدّ يصدق قوله هذا, على الدول العربية, ممثلة بالسلطة؟ ألم تكتف هذه السلطة بتقديس حاضرها وتسويغ ثباته, غير آبهة بمعالجة قضايا الأمة بأدوات ثقافية, حديثة ومعاصرة, بل اكتفت بحصر الثقافة, بالتعليم, تلقينا وحفظاً فقط؟

التلقين والحفظ ينتجان ثقافة سلطة فقط ……ثقافة تطمح إلى أن يكون الحاضر أبدياً كما تريده, وبماض يسوّغ أحوال السلطة في الحاضر بعيدا عن الواقع, وهذا يوصل المجتمع الى العجز عن التطور واللحاق بركب الحداثة ……وهذا ما ورد في رواية دوستويفسكيفي الرائعة (مذكرات بيت الموتى ) حيث يقول : لقد اقتربنا من العجز , لاننا انفصلنا عن الحياة ….

ألأ ترون معي, بعد قراءة سريعة متمعّنة للواقع العربي المعاصر, أن العرب قد أصابهم العجز, وباتوا منفصلين عن الحياة؟ نحن بأمسّ الحاجة إلى ثقافة رفيعة تقترن بالحلم ….حيث لا يمكن ان تكون ثقافة بلا حلم ….ثقافة تنظر وتسعى لمستقبل افضل …. تتمرّد على الواقع المزري الثابت ….بعيداً عن الإخضاع والتبعية وقبول الهيمنة ….. ثقافة تسعى لانتصار الديموقراطية والعدالة والمساواة ….ثقافة بناء الدولة المدنية العلمانية …دولة الانسان الجديد والوطن الجديد .والاستقلال الجديد .

(موقع أخبار سوريا الوطن-١)

مشاركة المقال: