غرفة الأخبار – نورث برس
تتصاعد احتمالات المواجهة بين إسرائيل وإيران، في ظل التهديدات الأمريكية المتكررة، خاصة مع استئناف المفاوضات غير المباشرة في عمان. الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، هدد طهران بعمل عسكري إذا لم توقف برنامجها النووي، مؤكداً على دور إسرائيل المحوري في هذا الملف. وخلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض، شدد ترامب على أن بلاده قد تتدخل عسكرياً لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
بعد محادثات وصفت بـ "الإيجابية" في سلطنة عمان، أشار ترامب إلى قرب اتخاذ قرار بشأن إيران، مع توقعات بعقد اجتماع آخر في روما. هذه المحادثات، التي جرت في عمان، كانت الأولى من نوعها بين إيران وإدارة أمريكية منذ عام 2017.
تكمن المخاوف في إمكانية امتداد أي عمل عسكري ضد إيران إلى الأراضي العراقية، نظراً لوجود فصائل مسلحة موالية لطهران. ورغم جهود الحكومة العراقية للضغط على هذه الفصائل، إلا أنها أبدت استعدادها للتخلي عن السلاح خشية رد فعل أمريكي أو إسرائيلي.
فصائل على لوائح “الإرهاب”
تنشط هذه الفصائل ضمن قوات "الحشد الشعبي"، التي تشكلت عام 2014 بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة من العراق. وقد شاركت هذه الفصائل في الحرب ضد التنظيم إلى جانب الجيش العراقي وقوات التحالف. يضم الحشد الشعبي أكثر من 70 فصيلاً، بما في ذلك جماعات مصنفة على قوائم الإرهاب مثل "حركة النجباء" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله".
يشعر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بالقلق من احتمال قيام إسرائيل بعمليات انتقامية قد تجر العراق إلى صراع. ويحاول السوداني احتواء الوضع من خلال الضغط على شركائه في ائتلاف حكومة "الحشد الشعبي" لوقف الهجمات، ومناشدة طهران للسيطرة على وكلائها في "الحشد الشعبي".
في أواخر العام الماضي، وجهت إسرائيل تهديدات لفصائل عراقية محددة أمام مجلس الأمن، متهمة إياها بمهاجمة إسرائيل. وطالب وزير الخارجية الإسرائيلي حينها الحكومة العراقية بمنع هذه الهجمات، مؤكداً على حق إسرائيل في الرد وحماية مواطنيها.
مع عودة المفاوضات حول برنامج إيران النووي والتهديدات الأمريكية بعمل عسكري، يثار التساؤل حول ما إذا كانت إسرائيل ستنفذ تهديداتها ضد الحشد الشعبي العراقي وفصائله.
مفاوضات شكلية
يرى مصطفى النعيمي، الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن الولايات المتحدة مستمرة في سياسة الضغط القصوى ضد طهران، سواء دبلوماسياً أو عسكرياً. ويشير إلى أن واشنطن تستعد لجميع السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية لفرض الحلول.
ويرجح النعيمي احتمال استخدام القوة في ظل ما يصفه بـ "التعنت الإيراني" ورفض تفتيش المفاعلات النووية ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم. ويضيف أن إيران تعمل على إنشاء منشآت نووية رديفة وتوسيع مفاعل بوشهر النووي، مع الاستمرار في استفزاز الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويحذر النعيمي من حصول الفصائل الموالية لإيران على صواريخ بالستية متقدمة، مؤكداً على أن إسرائيل قد تنفذ ضربات استباقية ضد المستودعات التي تخزن هذه الأسلحة في العراق.
استبعاد المواجهة
يستبعد الخبير العسكري العراقي، صفاء الأعسم، وقوع مواجهة عسكرية بين طهران وواشنطن، خاصة بعد الجولة الإيجابية من المفاوضات في عمان. ويشير إلى أن إيران قدمت تنازلات للولايات المتحدة، وأنها لا تملك القدرة على خوض حرب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.
ويؤكد الأعسم على أن الحشد الشعبي يختلف عن الفصائل الأخرى، كونه مؤسسة تابعة للدولة العراقية وتعمل ضمن توجيهات قيادة الجيش. ويرى أن هذه الفصائل يجب أن تسلم أسلحتها للدولة كشرط أساسي لمنع أي ضربات قد تستهدف الأراضي العراقية.
ويختتم بالإشارة إلى أن الحكومة العراقية تضغط على الفصائل للامتثال لأوامر قيادة الجيش، وأن إيران أبلغت الجميع بأنها لا علاقة لها بملف التسليح.