الأحد, 20 أبريل 2025 04:49 AM

هل يمكن لتحالف تركي-إسرائيلي أن يعيد تشكيل المشهد في سوريا؟

هل يمكن لتحالف تركي-إسرائيلي أن يعيد تشكيل المشهد في سوريا؟
في المشهد السوري المضطرب، الذي أصبح فيه تدخل القوى الخارجية هو القاعدة وليس الاستثناء، تبرز تركيا وإسرائيل كلاعبين رئيسيين قد يؤدي تداخل سياساتهما إلى توترات ذات آثار بعيدة المدى. وبينما تتصاعد الخلافات بهدوء حول قضايا مثل غزة، تطلق التطورات الأخيرة مخاوف متزايدة من مواجهة مباشرة محتملة. ### **استراتيجية إسرائيل في سوريا: من الدفاع إلى الهيمنة** بدأت عمليات إسرائيل في سوريا باستهداف النفوذ الإيراني ومنع حزب الله من الحصول على أسلحة متطورة. ومع تطور الحرب السورية، تحولت استراتيجية إسرائيل من الدفاع إلى الهجوم، حيث شنت ضربات منتظمة على منشآت عسكرية سورية وإيرانية. على سبيل المثال، استهدفت هجمات إسرائيلية مؤخرًا مواقع في دمشق وحماة وقاعدة T4 الجوية، التي تثار تقارير حول إمكانية استخدامها من قبل تركيا. تمتد هذه العمليات إلى حوالي 800 ضربة منذ اندلاع الأزمة، وهي تهدف إلى إعادة رسم قواعد الاشتباك الإقليمي، بما يتجاوز حماية الحدود إلى خلق تأثير استراتيجي أوسع. استراتيجية إسرائيل لا تقتصر على سوريا فقط، بل تربطها سياسات أوسع تتعلق بغزة، الضفة الغربية، لبنان واليمن. ومع أن هذه الخطوات قد تبدو كأنها تعزز أمنها على المدى القريب، إلا أنها تعمّق الانقسامات وتواصل إشعال التوترات، مما يبقي إسرائيل في دائرة صراعات متزايدة. ### **الدور التركي في سوريا** على الجانب الآخر، انتقل التدخل التركي في سوريا من مواجهة قوات سوريا الديمقراطية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني إلى استراتيجية أوسع تركز على تشكيل الهياكل السياسية والأمنية للبلاد. تسعى تركيا إلى ضمان وجود طويل الأمد في سوريا، ويتجلى ذلك في إقامة قواعد عسكرية، بما فيها التقارير حول قاعدة T4. ومع تداخل مناطق عمل تركيا وإسرائيل، يزداد خطر الاحتكاكات. إلا أن تركيا، بدلًا من أن تكون تهديدًا، قد تلعب دورًا استقرارياً يمنع صدامًا محتملاً مع إسرائيل ويحد من النفوذ الإيراني. ### **تضارب المصالح والتنسيق المفقود** تشكل الأولويات المتباينة لتركيا وإسرائيل في سوريا أساسًا للتوتر. فبينما تركز إسرائيل على مواجهة إيران وحلفائها، تسعى تركيا للتصدي لحزب العمال الكردستاني وتوسيع دورها الإقليمي. هذا التباين يخلق مزيجًا متفجرًا في ظل غياب التنسيق، ما يزيد من احتمالية حدوث صدام قد يترك تداعيات إقليمية كبيرة. ### **تهديد القوى الانتهازية** تستغل جهات أخرى، مثل الميليشيات المدعومة من إيران أو تنظيم داعش، أي فوضى تنشأ للتوسع. هذه القوى تزيد من معاناة المدنيين السوريين وتعقد الصراع بشكل أكبر، مما يجعل الحلول أصعب. ### **التداعيات الإقليمية** أي مواجهة بين تركيا وإسرائيل لا تبقى محصورة داخل سوريا؛ بل تمتد إلى الإقليم بأكمله، مهددة التحالفات القائمة ومستفزة الولايات المتحدة للتدخل كوسيط رئيسي. كما قد تضع روسيا أمام تحديات جديدة للحفاظ على توازن علاقاتها في المنطقة. وإذا تدخل حلف شمال الأطلسي، قد تصبح الأزمة أكثر تعقيدًا دوليًا. ### **الدبلوماسية كحل لتجنب الكارثة** التصعيد بين تركيا وإسرائيل لا يخدم أي طرف، خاصة في ظل التكاليف البشرية والمعاناة التي يتحملها المدنيون السوريون نتيجة هذه الصراعات. لذا، ينبغي على الطرفين السعي إلى خفض التصعيد من خلال الحوار والتنسيق الدبلوماسي لمنع وقوع كارثة إقليمية جديدة.
مشاركة المقال: