الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 04:59 PM

واشنطن ترصد 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن علي قصير المتهم بتمويل حزب الله

واشنطن ترصد 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن علي قصير المتهم بتمويل حزب الله

أعلنت واشنطن مجددًا عن عرض مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار أمريكي، ضمن برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، مقابل معلومات تدلي بمعلومات عن رجل الأعمال اللبناني، علي قصير، الذي تربطه علاقات بـ"حزب الله".

وذكر البرنامج التابع للحكومة الأمريكية، اسم قصير يوم الثلاثاء الموافق 23 أيلول، مشيرًا إلى أنه متورط في تمويل "الأنشطة الإرهابية" لكل من "حزب الله" اللبناني و"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، وذلك من خلال شركة تُعرف بـ"مجموعة تلاقي". ويهدف هذا العرض إلى عرقلة الآليات المالية لـ"حزب الله".

من هو علي قصير؟

وفقًا لموقع "مكافآت من أجل العدالة"، يشغل علي قصير منصب ممثل "حزب الله" في إيران، ويعتبر الوسيط الرئيسي للأنشطة المالية والتجارية لـ"فيلق القدس" الإيراني. كما يمثل قصير شركة "حقول" البحرية، التي تتخذ من لبنان مقرًا لها، وتتهمها واشنطن بالتورط في مفاوضات لتوريد النفط الخام الإيراني إلى سوريا. بالإضافة إلى ذلك، قام قصير بالتخطيط والعمل مع آخرين لاستخدام مجموعة "تلاقي" لتسهيل بيع صلب بقيمة عشرات الملايين من الدولارات.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة "تلاقي" قد أنشأها محمد قاسم البزال في سوريا ولبنان، وهو أحد أبرز واجهات المال لـ"حزب الله". وتدير الشركة زوجته، التي تقوم بتصدير الألمنيوم إلى إيران، وتزود المجموعة بمعلومات الدفع. يعتبر قصير أحد أعضاء مجموعة "تلاقي" المملوكة للبزال، ويتولى مسؤولية تكليف السفن بتسليم الشحنات للشبكة بناءً على توجيهات "فيلق القدس". وتشمل مهامه التفاوض على أسعار بيع البضائع وتسوية المدفوعات المتعلقة بسفن الشحن.

وبحسب موقع "من هم"، تأسست شركة "تلاقي" في سوريا عام 2016، وفي عام 2019، صادقت وزارة التجارة الداخلية على تعديل النظام الأساسي للشركة، وبموجبه تم انتخاب رشيد قاسم البزال مديرًا تنفيذيًا لمدة أربع سنوات. ويحق للشركة تصدير جميع المواد المسموح بها، وتجارة الألبسة والعطورات والساعات والهدايا ومستحضرات التجميل والاكسسوارات، وهي شريكة مؤسسة في شركة "الريادة" لصناعة الرصاص في سوريا.

صلة القرابة بمحمد قصير

يرتبط علي قصير بصلة قرابة مع محمد قصير (عمه)، الذي يشغل منصبًا في "حزب الله"، ويعمل معه مباشرة لتيسير الأنشطة المالية بين "فيلق القدس" و"حزب الله". وكانت واشنطن قد وصفت محمد قصير بأنه "مدير العمليات المالية" لـ"حزب الله" إلى جانب قاسم البزال. يذكر أن محمد جعفر قصير، عم علي، قد قتل في الضاحية الجنوبية لبيروت، نتيجة لاستهداف إسرائيلي في بداية شهر تشرين الأول 2024، وكان قائد الوحدة "4400" والمسؤول عن نقل الأسلحة من سوريا إلى "حزب الله" في لبنان. وقد أدرجت أمريكا محمد قصير على قائمة العقوبات في أيار 2018، كما رصدت سابقًا مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه.

ليست المرة الأولى

سبق أن رصدت واشنطن مكافآت مماثلة مقابل معلومات عن قصير. وفي أيلول 2019، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية قصير بشكل خاص كـ"إرهابي عالمي" بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة. ونتيجة لهذا التصنيف، تم حظر جميع ممتلكات قصير، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، ومنعت واشنطن الأمريكيين بوجه عام من إجراء أي معاملات معه. كما يعتبر "جريمة" كل من الدعم المتعمد عن علم، أو محاولة توفير الدعم المادي، أو الإمكانيات المادية، أو التآمر لتوفيرهما لـ"حزب الله"، الذي تصنفه الولايات المتحدة الأمريكية كـ"منظمة إرهابية" أجنبية.

انتهى نفوذ "حزب الله" في سوريا مع سقوط النظام السوري السابق في 8 من كانون الأول 2024، بعد أن كان "الحزب" أكبر حلفاء النظام، والأخير يساعده بنقل الإمدادات عبر الأراضي السورية إلى لبنان. ولطالما استخدم "حزب الله" الأراضي السورية لنقل الإمدادات العسكرية واللوجستية، من إيران عبر الأراضي السورية إلى لبنان، مستخدمًا معابر غير شرعية، أبرزها كان في حمص. وفي لبنان، تراجعت قوة "حزب الله" في الفترة الأخيرة، عقب حربه مع إسرائيل، لا سيما بعد مقتل الأمين العام السابق، حسن نصر الله، بغارة إسرائيلية، في 27 من أيلول 2024. وكان "حزب الله" من أبرز الجماعات غير السورية، التي قاتلت إلى جانب النظام السوري، منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، ودعمته عسكريًا في معاركه ضد فصائل المعارضة.

مشاركة المقال: