الأحد, 20 أبريل 2025 04:46 AM

واشنطن تقلّص التمثيل الدبلوماسي السوري: رسائل سياسية أم إجراءات إدارية؟

واشنطن تقلّص التمثيل الدبلوماسي السوري: رسائل سياسية أم إجراءات إدارية؟

غرفة الأخبار – نورث برس

في خضم المساعي السياسية للحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع لاستعادة سوريا تمثيلها الإقليمي والدولي، جاء إجراء الولايات المتحدة بتعديل الوضع القانوني للبعثة السورية لدى الأمم المتحدة، والذي وصفه معنيون بأنه "إجراء إداري ومؤشر لسياسة واشنطن حيال الحكومة السورية الجديدة".

وفي 6 من نيسان/ أبريل الجاري، سلمت واشنطن، البعثة السورية مذكرة تم تسليمها من خلال الأمم المتحدة تنصّ على تغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة إلى بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة.

وقال الدبلوماسي السوري السابق باسل نيازي، إنه من "المهم التأكيد على أن هذا الإجراء، المتمثل في تخفيض تصنيف تأشيرات أعضاء البعثة السورية الدائمة في نيويورك من G-1 إلى G-3، يعكس موقفاً إدارياً إجرائياً".

وأضاف نيازي لنورث برس: "لكنه يترجم أيضاً حقيقة مفادها أن الولايات المتحدة كدولة مقر للأمم المتحدة، اعتبرت أن الوفد السوري المتواجد في نيويورك لا يمثل حكومة تعترف بها الولايات المتحدة بشكل رسمي حتى الآن".

وأوضح أن هذا لا يلغي "حقيقة وجود تواصل دبلوماسي قائم بين البلدين، وعضوية سورية فاعلة في الأمم المتحدة"، مضيفاً أنه "ومع ذلك لا يمكن اعتبار هذا الإجراء على أنه مؤشر كبير فيما يخص سياسة أو توجّه الإدارة الأمريكية الحالية حيال الحكومة السورية الجديدة في المستقبل القريب أو البعيد".

"تنبيه لطيف"

قال حسام حافظ، الدكتور في القانون الدولي والعلاقات الدولية، إن الإجراء المتخذ بتغيير فئة التأشيرة "هو بمثابة توجيه رسالة سياسية وتنبيه لطيف مغلف بقرار إداري".

وأضاف حافظ لنورث برس، أن "الأساس الذي استند إليه هذا التعديل يرتبط بتقدير مسألة الاعترافـ هل يمثل الوفد الدائم في نيويورك حكومة تحظى باعتراف رسمي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية؟ وذلك بصرف النظر عن موقف منظمة الأمم المتحدة أو تعاملها مع ذلك الوفد".

وأوضح أن موضوع الاعتراف من قبل الدولة المضيفة يظل مسألة "مستقلة عن الاعتراف أو التعامل الأممي".

وأشار القانوني والخبير في العلاقات الدولية، إلى أن "الرسالة بأن حكومة الولايات المتحدة تدرس وتراقب وتعكس ما تراه من اقتراب الادارة الحالية او ابتعادها عن الشروط والمحددات التي وضعتها الادارة والمجتمع الدولي لدرجة التعامل مع الإدارة الحالية".

"لبس بالموقف"

ذكر الدبلوماسي السوري السابق باسل نيازي، أن "هناك لبس بالموقف يرتبط أيضاً بتركيبة الوفد نفسه الذي ظل يمثل نظام الأسد حتى الأمس القريب ولم تقم الحكومة الجديدة باستبداله حتى الآن".

وأشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة، المنبثقة من واقع جديد ومرحلة انتقالية دقيقة، تبذل جهوداً حثيثة لتقديم نفسها للعالم وللمحيط الإقليمي كحكومة كفوءة غير مصدّرة للأزمات، قادرة على تحقيق الاستقرار، واستعادة دور سوريا الإيجابي في الإقليم والعالم".

وتسعى الحكومة "بجدية لتحقيق السلم الأهلي، وفتح حوار داخلي يشمل مختلف الأطياف السياسية والمجتمعية، بهدف بناء توافقات تسهم في تجاوز الأزمات، كما حدث أخيراً في الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية على سبيل المثال لا الحصر"، بحسب نيازي.

وقال إنه "لا ينبغي أن ننسى أن هذه الحكومة ورثت تركة ثقيلة من النظام السابق، مليئة بالخراب والانقسامات والعزلة ومثقلة بالعقوبات، ومع ذلك، تسجّل الدبلوماسية السورية يوماً بعد يوم نقاطاً متقدمة".

ويتوقع نيازي "تحولاً أميركياً قريباً بالتدرج في التعاطي بإيجابية مع الواقع السوري الجديد، لاسيما في ما يتعلق برفع العقوبات واكتساب الشرعية الدولية".

إعداد وتحرير: مالين محمد

مشاركة المقال: