الإثنين, 27 أكتوبر 2025 06:34 PM

واشنطن وبكين تقتربان من اتفاق تجاري ينهي حرب الرسوم ويؤجل قيود المعادن

واشنطن وبكين تقتربان من اتفاق تجاري ينهي حرب الرسوم ويؤجل قيود المعادن

في إطار شراكة إعلامية بين عنب بلدي وDW، توصل مسؤولون أمريكيون وصينيون، اليوم الاثنين (27 تشرين الأول/أكتوبر 2025)، إلى إطار عمل لاتفاق تجاري تمهيدي، يُعرض على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال اجتماعهما المرتقب هذا الأسبوع. الاتفاق، حال إقراره، سيعلق الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية، ويؤجل القيود الصينية على صادرات المعادن الاستراتيجية.

أوضح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أن المحادثات التي جرت على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور، قد أزالت التهديد الذي أطلقه ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني. وتوقع بيسنت أن تؤجل الصين تطبيق نظام تراخيص المعادن الاستراتيجية لمدة عام، لإعادة النظر في هذه السياسة.

في المقابل، كان المسؤولون الصينيون أكثر حذرًا بشأن المحادثات، ولم يقدموا تفاصيل حول نتائج الاجتماعات. ومن المقرر أن يلتقي ترامب وشي يوم الخميس على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في جيونج جو بكوريا الجنوبية. وقد أعلن البيت الأبيض رسميًا عن المحادثات المرتقبة بين ترامب وشي، لكن الصين لم تؤكد اللقاء بعد.

وصرح بيسنت للصحفيين: "أعتقد أن لدينا إطار عمل ناجحًا للغاية سيناقشه القادة يوم الخميس". والتقى بيسنت والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه لي فنغ وكبير المفاوضين التجاريين لي تشنغ قانغ على هامش اجتماع رابطة آسيان، في جولة خامسة من المناقشات بالحضور الشخصي منذ مايو/أيار.

وتوقع بيسنت تمديد هدنة الرسوم الجمركية مع الصين إلى ما بعد تاريخ انتهائها في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، واستئناف الصين عمليات شراء كبيرة من فول الصويا الأمريكي بعد توقفها في سبتمبر/أيلول واختيارها الشراء من البرازيل والأرجنتين. وأضاف بيسنت في تصريحات لشبكة (إيه.بي.سي) أن مزارعي فول الصويا الأمريكيين "سيشعرون بارتياح كبير حيال ما يحدث في هذا الموسم والمواسم القادمة لعدة سنوات" بمجرد الإعلان عن شروط الاتفاق.

وقال جرير لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) إن الجانبين اتفقا على تعليق بعض الإجراءات العقابية، ووجدا "مسارًا للمضي قدمًا يتيح لنا الحصول على مزيد من المعادن الاستراتيجية من الصين ومحاولة موازنة عجزنا التجاري من خلال المبيعات الأمريكية".

حذر صيني

أكد لي تشنغ قانغ أن الجانبين توصلا إلى "توافق مبدئي"، وسيخضع الاتفاق بعد ذلك لمراجعات داخلية من كل طرف من أجل الموافقة عليه. وقال: "كان موقف الولايات المتحدة حازمًا، في حين كانت الصين صارمة في الدفاع عن مصالحها وحقوقها... أجرينا مشاورات مكثفة للغاية، وخضنا مناقشات بناءة لاستكشاف الحلول والترتيبات اللازمة لمعالجة هذه المخاوف".

وصل ترامب إلى ماليزيا اليوم لحضور قمة آسيان، وهي محطته الأولى في جولته الآسيوية التي تستمر خمسة أيام، ومن المتوقع أن تختتم بلقاء مباشر مع الرئيس الصيني شي في كوريا الجنوبية في 30 أكتوبر/تشرين الأول. وبعد المحادثات التي جرت بين الجانبين، تحدث ترامب بنبرة إيجابية قائلاً: "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع الصين".

وهدد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100 بالمئة على البضائع الصينية وغيرها من القيود التجارية بدءًا من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، ردًا على توسيع الصين ضوابط تصدير المعادن الاستراتيجية. وتسيطر الصين على أكثر من 90 بالمئة من إمدادات العالم من هذه المواد، والتي تعد ضرورية لتصنيع التكنولوجيا الفائقة من السيارات الكهربائية إلى أشباه الموصلات والصواريخ.

ومن شأن ضوابط التصدير وتهديد ترامب بالانتقام أن يعطل هدنة حساسة دامت ستة أشهر خفضت بموجبها الصين والولايات المتحدة الرسوم الجمركية التي تصاعدت بسرعة إلى معدلات في خانة المئات من كل جانب. وقال المسؤولون الأمريكيون والصينيون إنهم ناقشوا أيضًا التوسع التجاري وأزمة الفنتانيل ورسوم دخول الموانئ الأمريكية ونقل ملكية تيك توك إلى الولايات المتحدة.

وقال بيسنت لبرنامج (ميت ذا برس) على قناة (إن.بي.سي) إنه يتعين على الجانبين التوصل إلى تفاصيل صفقة تيك توك، مما يسمح لترامب وشي "بإتمام الصفقة" في كوريا الجنوبية.

نقاط النقاش

على هامش قمة آسيان، ألمح ترامب إلى احتمال عقد اجتماعات مع شي في الصين والولايات المتحدة. وقال: "اتفقنا على الاجتماع. سنلتقي بهم لاحقًا في الصين، وسنلتقي في الولايات المتحدة، إما في واشنطن وإما في مار الاجو" في إشارة إلى منتجع الرئيس الأمريكي في ولاية فلوريدا.

ومن المسائل التي سيثيرها ترامب مع شي مشتريات الصين من فول الصويا الأمريكي والمخاوف بشأن تايوان ذات الحكم الديمقراطي التي تعتبرها بكين إقليمًا تابعًا لها وإطلاق سراح قطب الإعلام المسجون في هونج كونج جيمي لاي. وأصبح احتجاز مؤسس صحيفة (آبل ديلي) المؤيدة للديمقراطية التي توقفت عن الصدور الآن المثال الأبرز على حملة الصين لمصادرة الحقوق في هونغ كونغ.

واشتعل التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم خلال الأسابيع القليلة الماضية إذ فشلت الهدنة التجارية الهشة في منع الطرفين من اتخاذ إجراءات متبادلة مثل فرض مزيد من العقوبات وقيود التصدير والتهديد بخطوات أخرى أكثر صرامة. وجرى التوصل إلى الهدنة بعد جولة أولى من محادثات التجارة في جنيف في مايو/أيار وجرى تمديدها في أغسطس/آب. وتسببت الضوابط الصينية الموسعة لصادرات المعادن الاستراتيجية في نقص عالمي. وذكرت رويترز في وقت سابق أن ذلك دفع إدارة ترامب إلى النظر في حرمان الصين من المنتجات التي تدخل برمجيات أمريكية في تصنيعها والتي تتراوح بين أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى محركات الطائرات.

مشاركة المقال: