الأحد, 20 أبريل 2025 04:46 AM

وداعًا إلهام أبو السعود: سوريا تفقد رائدة الموسيقى وملحنة الأجيال

وداعًا إلهام أبو السعود: سوريا تفقد رائدة الموسيقى وملحنة الأجيال

نعت نقابة الفنانين الفنانة القديرة إلهام أبو السعود التي غادرت الحياة عن عمر ناهز الـ94 عاماً، قضت أكثر من نصفها في خدمة الموسيقى والفن.

بدأت أبو السعود، الملحنة السورية الفريدة، مسيرتها بتعلم العزف على العود في طفولتها على يد والدها، الموسيقي الموهوب الذي غرس فيها حب الموسيقى وقواعد العزف والتدوين. تعززت معرفتها خلال دراستها في مدارس دمشق، لتنطلق بعدها في عالم الموسيقى مع آلة البيانو في مدرسة "دوحة الأدب".

لم تمنعها مسؤولياتها الأسرية من تحقيق طموحها الفني، وبدعم من زوجها، حصلت على الشهادة الثانوية وهي أم لطفل. ثم سافرت في بعثة إلى مصر لدراسة الموسيقى في كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، حيث تتلمذت على يد الفنانة رتيبة الحفني وعزفت أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أُعجب بعزفها على العود.

بعد عودتها، عملت إلهام في وزارة التربية وساهمت في اكتشاف وتنمية المواهب الواعدة، ولحنت العشرات من الأغاني والأناشيد. كانت أحد مؤسسي معهد صلحي الوادي، الذي خرج نخبة من الموسيقيين السوريين المتميزين.

في رصيدها مئتان وسبعون أغنية للأطفال، اختارت نصوصها من دواوين سليمان العيسى وشعراء آخرين، مع التركيز على البساطة والجمال الشعري. كانت تقضي ساعات طويلة على البيانو لإيجاد اللحن المناسب، وتستفيد من ملاحظات المحيطين بها. لحنت أغاني بيئية توجيهية تعلم الطفل النظافة والأخلاق وحب البيئة، مثل أغنية "بيئتي النظيفة".

ألفت أبو السعود خمسة عشر كتاباً تعليمياً لمختلف المراحل المدرسية، مستفيدة من خبرتها في التدريس في مدارس دمشق واعتمادها على طريقة كارل أورف في تعليم الموسيقى عن طريق اللعب.

أبو السعود، أول مايسترو عربية، سلطت الضوء على تجارب المؤلفين الموسيقيين في سوريا والعالم، وقدمت الدراسات والبحوث الموسيقية في ندوات ومحاضرات داخل سوريا وخارجها. شاركت في مهرجان "المبدعات العربيات" في تونس، وقدمت في الجزائر بحثاً عن أنواع التأليف الموسيقي العربي، مؤكدة استمتاعها بتقديم هذه الأبحاث بطريقة مشجعة وممتعة تتخللها مقاطع من العزف والغناء الحي.

الوطن أون لاين

مشاركة المقال: