انطلقت في دمشق فعاليات ورشة العمل الإقليمية التي ينظمها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السورية. الورشة التي تحمل عنوان "استصلاح الأراضي المالحة في الوطن العربي"، تشهد مشاركة واسعة من الخبراء والممثلين عن مختلف المنظمات والهيئات العربية والدولية.
محاور علمية لمواجهة تملح التربة
تستمر الورشة لمدة يومين وتتناول عدة محاور علمية وعملية هامة، من بينها: الإدارة المستدامة للأراضي المالحة والقلوية، واستخدام المياه غير التقليدية (المالحة، العسرة، المعالجة) في عمليات الري. كما تستعرض الورشة تجارب سوريا ومصر في زراعة أصناف قمح مقاومة للملوحة، وتقدم نماذج مبتكرة لإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، وتسلط الضوء على النباتات الرعوية والمحاصيل العلفية المناسبة للبيئات المالحة.
إضافة إلى ذلك، يناقش المشاركون نتائج أبحاث الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وأهمية النمذجة الرياضية في محاكاة تملح التربة، فضلاً عن دراسات تصنيفية لنباتات الرغل المنتشرة في سوريا.
تصريحات رسمية: التحدي مشترك والحلول متاحة
أكد الدكتور أيهم عبد القادر، معاون وزير الزراعة، أن تملح التربة أصبح ظاهرة تؤثر على حوالي 20% من الأراضي الزراعية، نتيجة الاستخدام غير الرشيد للمياه والأسمدة. وشدد على أهمية الورشة في اقتراح حلول وقائية وعلاجية مستدامة.
من جانبه، أشار الدكتور نصر الدين العبيد، المدير العام لأكساد، إلى أن المنظمة تعمل على تطوير تقانات زراعية تتيح استخدام المياه المالحة دون الإضرار بالتربة، مؤكداً أهمية رفع كفاءة الفنيين العرب في مكافحة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.
أوضح الدكتور فراس الغماز، مدير الأراضي في وزارة الزراعة، أن الورشة تسلط الضوء على الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية في حوض الفرات، نتيجة تدهور شبكات الري والصرف خلال السنوات الماضية.
وشدد الدكتور أكرم البلخي، مدير إدارة الأراضي في أكساد، على أهمية الإدارة المدروسة للمياه المالحة، واختيار نباتات تتحمل الجفاف والملوحة معاً. وأكد الدكتور أحمد سيد أحمد، نائب مدير إدارة الأراضي، أن الورشة تهدف إلى وضع خارطة طريق لإعادة الأراضي المتدهورة إلى الإنتاج، وتقليص الفجوة الغذائية في المنطقة.
مشاركة عربية واسعة
شهدت الورشة حضور شخصيات بارزة، من بينهم: رئيس الاتحاد العام للفلاحين غزوان الوزير، ونقيب المهندسين الزراعيين المهندس مصطفى المصطفى، ومديرة المركز العربي للزراعة الملحية (إكبا) الدكتورة طريفة الزعابي، وممثلون عن وزارات واتحادات ومنظمات عربية ودولية.
تواجه العديد من الدول العربية تحديات متزايدة في مجال تملح التربة، نتيجة التغيرات المناخية وسوء إدارة الموارد المائية. وتشير الدراسات إلى أن أكثر من خمس الأراضي الزراعية في المنطقة يعاني من درجات متفاوتة من الملوحة، ما يهدد الأمن الغذائي، ويستدعي حلولاً علمية وتعاونية عاجلة. وتأتي هذه الورشة ضمن جهود "أكساد" لتعزيز العمل العربي المشترك في مجال استصلاح الأراضي وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
اخبار سورية الوطن 2_سانا